مرضعات الرسول الأربعة

 

توفى عبد الله بن عبد المطلب في المدينة المنورة قبل
مولد النبي صلى الله عليه وسلم، عندما خرج مع قافلة قبيلته من أجل العمل في التجارة،
وكانت القافلة تسير نحو مكة المكرمة في إتجاه الشام قاصدة غزة.

وحينما كانت القافلة عائدة من الشام أصيب والد الرسول عليه
الصلاة والسلام عبدالله بالمرض، عندما وصل إلى المدينة المنورة اتجه إلى بيت أخواله
في قبيلة بني النجار من أجل البقاء عندهم حتى يتم شفائه من المرض، وأيضًا من أجل
أن يستطيع أن يلحق بالقافلة، لكن المرض ازداد ومات في في المدينة المنورة في سن 25
سنة في العام الثالث والخمسين قبل الهجرة.

وفي هذا الوقت كانت السيدة آمنة بنت وهب حامل في الرسول
عليه الصلاة والسلام في ثاني شهر من فترة الحمل، بعد ذلك ولد الرسول صلى الله عليه
وسلم في 12 ربيع الأول 570 م، ربته السيدة آمنة، قامت بإرضاعه في البداية لكن جف
صدرها بسبب حزنها على فراق زوجها، فتولى مهمة إرضاعه بعض المرضعات، لذلك سنذكر مرضعات
الرسول الاربعة
في هذا الموضوع.

مرضعات الرسول الاربعة

سنتاول في السطور التالية مرضعات الرسول الاربعة ونبذة
بسيطة عن كل منهن، كما يلي:

ثويبة مولاة أبي لهب

رضع الرسول عليه الصلاة والسلام من والدته لمدة 3 أيام
عند ولادته، ثم قامت السيدة ثويبة مولاة أبي لهب بإرضاعه، وكان لديها طفل رضيع يسمى
مسروح، فقامت بإرضاع مسرح مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت فترة الرضاعة حوالي
عدة أيام فقط قبل أن تتولى رضاعته مرضعة أخرى.

قامت السيدة ثوبية مولاة أبي لهب بإرضاع عم الرسول صلى
الله عليه وسلم  حمزة بن عبد المطلب، لذلك
فإن حمزة بن عبد المطلب هو شقيق النبي في الرضاعة وعمه أيضًا، وقد كان هناك اختلاف
بين العلماء حول موضوع إسلامها وإسلام مسروح، كما وجد اختلاف في عتق أبو لهب لثوبية،
فالبعض رأى أنه قام بإعتاقها عندما قامت بتبشيره بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم،
ورأى البعض الأخر أنه لم يقبل أن يعتقها عندما طلبت منه السيدة خديجة رضي الله عنها
هذا.

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بالوفاء والبر مع
مرضعته ثوبية، فقد كان يقوم بإرسال المال والثياب إليها عندما كبر في السن من مكة
المكرمة إلى المدينة المنورة، وعندما ماتت في السنة 7 هـ من الهجرة، قام النبي
عليه الصلاة والسلام بالسؤال عن أهلها أو أحد أقاربها، فقيل إليه أنه لا يوجد أحد
منهم، وكان هي أول مرضعات الرسول الاربعة.  

حليمة السعدية

هي ثالث مرضعة للرسول صلى الله عليه وسلم بعدما أرضعته
والدته والسيدة ثويبة مولاة أبي لهب، كانت من قبيلة هوزان، تزوجت من الحارث بن عبد
العزى ، فهي والدة الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة والحارث بن عبد العزي والده
في الرضاعة، وكانت السيدة حليمة والحارث زوجها جاوءا من مكة المكرمة من أجل
الإرضاع مقابل المال، وكل من أتت من أجل أن تعمل مرضعة كانت ترفض إرضاع الرسول عليه
الصلاة والسلام لأنه كان يتيم، حيث كانوا يفكرون أنهم من الممكن عدم حصولهم على
الأجر، لكن وافقت السيدة حليمة على إرضاعه.

لقد لفتت رضاعة الرسول صلى الله عليه وسلم النظر، فقد
كان فيها الكثير من الإشارات التي تؤكد ارتفاع مكانته وبركته، وهذا ما شاهدته السيدة
حليمة السعدية وقالت عنه أشهر مرضعات الرسول الاربعة والتي بقى عندها فترة الرضاعة،
فعندما أرسل إليها الرسول صلى الله عليه وسلم من أجل إرضاعه والإهتمام به، امتلأ صدرها
بالكثير من اللبن، فارضعت منه ابنها والنبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن ابنها كان يبكي
من كثرة الجوع نظرًا إلى جفاف ثديها.

أحبت السيدة حليمة الرسول صلى الله عليه وسلم للغاية، وكانت
تفضل بقائه عندها أثناء البادية، ولكن في يوم من الأيام تعرضت إلى حادث جعلتها ترده
إلى والدته في مكة المكرمة، وتلك الحادثة هي شق صدر الرسول صلى الله عليه وسلم، فدخل
على قلبها الخوف أن يحدث إليه مكروه وتتحمل هي مسئوليته.

هالة بنت وهيب “أم حمزة”

تذكر معظم المصادر أن السيدة هالة بنت وهيب هي والدة سيدنا
حمزة بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنها كانت بنت عم والدة الرسول
عليه الصلاة والسلام آمنة بنت وهب.

قامت السيدة هالة بنت وهيب بإرضاع الرسول صلى الله عليه وسلم
مع ابنها الذي يدعى حمزة من بني سعد، وهي ليست كما يعتقد البعض أنها حليمة السعدية،
لكنه قيل أنها قامت بإرضاع النبي صلى الله عليه وسلم عندما كانت في منزل السيدة حليمة
السعدية، كما أن السيدة ثوبية أرضعت حمزة أيضًا، فأصبح حمزة شقيق الرسول صلى الله عليه
وسلم في الرضاعة من قبل السيدة حليمة السعدية والسيدة أم حمزة.

أم أيمن

هي جارية والد الرسول صلى الله عليه وسلم ثم أصبحت جارية
للرسول بعد وفاة أبيه، ويطلق عليها إسم بركة، وعندما تزوج الرسول من السيدة خديجة رضي
الله عنها قام بإعتاق أم أيمن، ثم قام عبيد بن يزيد بالزواج منها، وأنجبت طفل يدعى
أيمن، وقد أسلم ابنها، وتوفى أثناء معركة أحد، بعد ذلك تزوج زيد بن الحارثة منها، وأنجبت
طفل اسمه أسامة بن زيد، لقد قامت بإرضاع النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مع والدته
آمنه بنت وهب، فاعتبرت من مرضعات الرسول الاربعة، وهاجرت إلى المدينة
المنورة، واستقرت بها، وكانت لها مكانة كبيرة للغاية في قلب النبي صلى الله عليه
وسلم، واعتبرها مثل أمه.

إن سيرة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم مليئة بالكثير
من الأحداث والمعلومات الشيقة التي لا نكل ولا نمل منها، فقد ذكرنا من هم مرضعات
الرسول الاربعة
، وكيف كانت معاملتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock