قصة سيدنا العزيز عليه السلام الذي أماته الله واحياه

 

8683a154 d4aa 4d4b 8f2b f5f883296ef1 1

لقد كان العزيز عليه السلام رجلًا صالحاً من بنى اسرائيل،
عاش حافظًا على التوراة ويسعى في حث الناس على الإيمان بالله عز وجل، وكان يوجد الكثير
من الأعداء لسيدنا العزيز يحاولون إحراق التوراة حتى يتوقف العزيز عن رسالته، لكنه
وضع التوراة في مكان لا يعلمه أحد.

وفي يوم حار ذهب سيدنا عزيز عليه السلام إلى حديقته حتى يسقي
الزرع ويجلب الثمار، هذه الحديقة كانت بعيدة وفي منتصف طريقها يوجد مقبرة، كانت هذه
المقبرة منذ زمن هي مدينة من إحدى المدن.

ركب سيدنا عزيز على الحمار، وذهب إلى الحديقة ثم سقى الزرع،
وخرج متجهًا إلى بيته، عندما وصل إلى المقبرة شعر بالتعب، فتوقف حتى يرتاح ويأكل طعامه،
كان معه خبز جاف، فإضافة إلى عصير العنب الذي جلبه من الحديقة، ثم بدأ يفكر في أمر
المقبرة.

كان المكان من حوله مدمر، والمنازل في حالة من الخراب، والأشجار
صفراء، حتى الناس لم يتبق منهم إلا أجسادهم المتحللة، فذهل العزيز وسأل نفسه
“كيف يعيد الله الروح في هذه الأجساد المتحللة، ويحيهم مرة آخرى”.

image2B252812529 1



فأجاب الله على سؤاله بأنه أرسل إلى العزيز ملك الموت وأماته،
كان الحمار مقيدا، فلم يقدر على الهرب، فبقى بجانب العزيز حتى مات، بحث أهل سيدنا العزيز
عنه لكنهم لم يجدوه، ومرت 100 سنة، أحياه الله مرة آخرى، استيقظ العزيز من نومه الطويل،  وبدأ يتذكر ماذا حدث؟

·       
سأله الملك الذي
أرسله الله لاحياه “كم لبثت”.

·       
اندهش العزيز من
المعجزة التي حدثت له،  فقال: “لبثت يوما
أو بضع يوم”.

·       
فأجاب الملك:
“بل لبثت مائة عام”.

وطلب منه الملك النظر إلى طعامه كيف لم يحدث له تغير، ثم
نظر لحماره فوجده متحلل، وسأله الملك هل مازال يرغب في معرفة كيف يحيي الله الموتى؟
فتم احياء الحمار بأمر من الله، فاندهش العزيز عليه السلام من عظمة وقدرة الله، وقال:
“أعلم أن الله على كل شئ قدير”.

رجع إلى قريته، فوجد كل شئ متغير، بدأ يبحث عن أي إنسان يعرفه،
فوجد خادمته التي كانت عندها 20 سنة، أصبحت عجوزة وكفيفة.

·       
سألها العزيز:
“أين بيت العزيز؟”، حزنت العجوز وقال هو أختفى ولم يجده الناس.

·       
قال لها:
“أنا العزيز، قد توفاني الله 100 سنة ثم أحيانى”.

·       
فقالت العجوز في
اندهاش: ” كان العزيز دعوته مستجابة، لو كنت أنت العزيز، فأطلب من الله أن يعيد
بصرى.

 

طلب من الله ذلك، فأعاد الله بصرها ورأت العزيز عليه السلام،
فجرت في القرية تعلن عن رجوع العزيز، تعجب أهل القرية من ذلك ولم يصدقوها، كما أن أسرة
سيدنا العزيز عليه السلام ماتوا، إلا حفيده الذي كان لديه 80 سنة.

فكيف يكون عمر الحفيد كذلك والجد لديه 40 سنة، تذكر أهل القرية
التوراة التي أختفت وطلبوا منه أن يعيدها حتى يصدقوه، فأخذهم إلى مكان التوراة وأعطاها
لهم، فآمن أهل القرية بهذه المعجزة، وأصبحت قصته موجودة في القرآن الكريم في سورة البقرة
الآية 259 حيث قال الله تعالى:

“أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا
قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ
عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ
يَوْمٍ ۖ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ
لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ ۖ وَانظُرْ
إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ
لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock