القرآن الكريم بحر زاخر بالحِكم والعِبر، وكل سورة من سُوره تُعَد منارة تهدي السالكين إلى صراط الله المستقيم، ومن بين هذه السور العظيمة سورة البروج التي تحمل رسالة خالدة تعكس معاني الصبر والثبات أمام المحن، وتؤكد على انتصار الحق مهما اشتدت قوى الباطل.
ففي آياتها يتجلى وعد الله لعباده المؤمنين بالجنة والنعيم المقيم، كما يتضح فيها مآل الطغاة الذين يعيثون في الأرض فسادًا، كما أنها سورة تستعرض مشهدًا خالدًا من تاريخ البشرية، حيث تُذكِّرنا بقصة أصحاب الأخدود؛ أولئك الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله، فكانوا مثالًا يُحتذى به في التضحية والإخلاص.
نستعرض في هذا المقال معاني سورة البروج، مستلهمين منها الدروس العظيمة التي ترسم لنا طريق الثبات على الحق والصبر على الابتلاء، لنخرج برؤية أعمق تعيننا على فهم مقاصد القرآن الكريم في حياتنا اليومية.
سورة البروج مكتوبة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
“وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴿١﴾ وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ ﴿٢﴾ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴿٣﴾ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ ﴿٤﴾ النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧﴾ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٨﴾ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ﴿١٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ ﴿١١﴾ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ﴿١٧﴾ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ ﴿١٩﴾ وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ ﴿٢٠﴾ بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾”.
معاني بعض المفردات في سورة البروج
البروج: منازل النجوم والكواكب.
الأخدود: الشق في الأرض.
نقموا: كرهوا وأنكروا وعابوا.
فَتنوا: آذوهم ليردوهم عن دينهم.
بَطش: القوة الشديدة في الأخذ والتنكيل.
يُبدئ: يبدأ الخلق بالإنشاء.
الودود: المحب كثيرًا لمن أطاعه.
في رحاب سورة البروج
تدور محور سورة البروج حول التضحية بالنفس في سبيل العقيدة والإيمان، وهي قصة أصحاب الأخدود، والتي فيها وعد للمؤمنين، ووعيد للكافرين، وتعرض بعض حقائق العقيدة، وقواعد التصور الإيماني.
تبدأ السورة بقسم (والسماء ذات البروج…قتل أصحاب الأخدود)، فتربط بين المقسم به، وبين الحادث ونقمة السماء على أصحابه البغاة، ثم تعرض المشهد المفجع في لمحات خاطفة.. تودع المشاعر بشاعة الحادث بدون تفصيل ولا تطويل مع التلميح إلى عظمة العقيدة التي تعالت على فتنة الناس مع شدتها، وانتصرت على النار وعلى الحياة ذاتها، وارتفعت إلى الأوج الذي يشرف الإنسان في أجياله جميعًا، والتلميح إلى بشاعة الفعلة وما يكمن فيها من بغي وشر وتسفل إلى جانب ذلك الارتفاع والبراءة والتطهر من جانب المؤمنين: “النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ ﴿٥﴾ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ ﴿٦﴾ وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴿٧﴾”.
بعد ذلك تجيء التعقيبات المتوالية القصيرة متضمنة تلك الأمور العظيمة في شأن الدعوة والعقيدة والتصور الإيماني الأصيل، إشارة إلى ملك السماوات والأرض، وشهادته وحضوره عز وجل لكل ما يقع في السموات الأرض: “الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ”.
وإشارة إلى عذاب جهنم، وإلى نعيم الجنة: ” إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ… ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ”، وتلوح ببطش الله الشديد الذي يبدئ ويعيد: “إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴿١٢﴾ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ﴿١٣﴾”.
ويأتي بعد ذلك بعض صفات الله عز وجل، وكل صفة منها تعني أمرًا: ” وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ﴿١٤﴾ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ ﴿١٥﴾ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ﴿١٦﴾”، وهي صفات تصور الهيمنة المطلقة، والقدرة المطلقة، والإرادة المطلقة.
ثم إشارة سريعة إلى سوابق من أخذه للطغاه وهم مدججون بالسلاح: ” هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ ﴿١٧﴾ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ ﴿١٨﴾”، وهما مصرعان متنوعان في طبيعتهما وآثارهما.
ما تشير إليه سورة البروج
يتضح من الآيات مجمل الحادث الذي يُشير إليه السورة، والقسم على هلاك أصحاب الأخدود، وأن انتقام الله شديد، وأن الجزاء من جنس العمل، وأن الطغاة يذهبون ويبقى القرآن.
مجمل الحادث الذي تُشير إليه سورة البروج
يدور الموضوع حول فئة من المؤمنين السابقين على الإسلام (قيل أنهم من النصارى الموحدين) ابتلوا بأعداء لهم طغاة قساة، كانوا يريدون إجبارهم على ترك عقيدتهم، والارتداد عن دينهم، فأبوا وتمنعوا بعقيدتهم، فشق الطغاة لهم شقًا في الأرض، وأوقدوا فيه النار، ورموا فيه جماعة المؤمنين فماتوا حرقًا على مرأى من الجموع التي حشدها المتسلطون لتشهد مصرع الفئة المؤمنة بهذه الطريقة البشعة، ولكي يتلهى الطغاة بمشهد الحريق، حريق الآدمين المؤمنين: “وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ”.
القسم على هلاك أصحاب الأخدود
أقسم الله عز وجل بالسماء البديعة ذات المنازل الرفيعة التي تنزل فيها الأفلاك من كوكب ونجوم، فهي كالبروج ظهورًا، وكالقصور علوًا وارتفاعًا. وجاء القسم بيوم وعد الله عز وجل به الخلائق، إنه يوم القيامة الذي لا شك فيه، ثم أقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالأنياء الذين يشهدون على أممهم يوم القيامة، وبجميع الأمم والخلائق الذين يجتمعون في أرض الحشر للحساب.
أقسم الله بذلك كله على هلاك المجرمين بلعنة من الله عز وجل، ومنهم أولئك الذين شقوا الأخدود كخندق في الأرض، وأوقدوا فيه نارًا هائلة متأججة، ثم رموا المؤمنين في النار ليفتنوهم عن دينهم، لقد جلسوا حول النار يتشفون بإحراق المؤمنين فيها، ويتلذذون بمشاهدة ذلك الفعل الشنيع.
وما كان للمؤمنين من ذنب إلا أنهم آمنوا بالله العزيز، أي الغالب القادر الذي يُخشى عقابه، آمنوا بالله الحميد، أي المنعم الذي يجب له الحمد على نعمه، وهذا الإيمان ليس بذنبٍ يستحقون به البطش والحرق بالنار، ولكنه طغيان وإجرام من فعلوا بهم هذا، المؤمنين آمنوا بإله جليل مالك لجميع الكائنات مستحق للمجد والثناء، فليطمئن المؤمنون، وليرتعد المجرمون؛ لأن الله سبحانه وتعالى مطلع على أعمال عباده لا تخفى عليه خافية من شئونهم.
الجزاء من جنس العمل
أوضح االه سبحانه وتعالى في سورة البروج أن جزاء المجرمون الذين عذبوا المؤمنين والمؤمنات وأحرقوهم بالنار سيكون من جنس عملهم وهو عذاب جهنم، وهو مصيرالمجرمين، وفي هذا وعيد وتحذير وتخويف لكفار قريش، فقد كانوا هم أيضًا يُعذبون من أسلم ليرجع عن الإسلام، وفي هذا الوعيد تسلية لكل من يُعذب في سبيل إيمانه وإسلامه.
إذا كان ذلك هو مصير الطغاة المجرمين، فماذا لهؤلاء الذين جمعوا بين الإيمان الصادق، والعمل الصالح؟ إن لهم فوزًا لا فوز بعده، لهم البساتين والحدائق المزهرة وتجري من تحتها أنهار الجنة.
انتقام الله الشديد
وليعلم الجميع أن انتقام الله عز وجل وأخذه الظلمة والجبابرة أعداء رسله وأوليائه هو انتقام بالغ الشدة، وأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق القادر الذي يبدأ الخلق من العدم ، ثم يُميتهم، ثم يُعيدهم أحياء بعد الموت، وأنه سبحانه يبطش بأعدائه، لكنه عز وجل دائمًا مع المؤمنين يستر ذنوبهم، ويتلطف ويُحسن إلى أوليائه.
الله عز وجل عظيم عالٍ على جميع الخلائق، فهو عز وجل صاحب العرش الذي هو أعظم المخلوقات؛ لكونه أوسع من السماوات السبع، وهو عز وجل الذي لا يمتنع عليه شيء يريده، إنه يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، يريد مرة أن ينتصر المؤمنون به، ويتمكنوا في هذه الأرض لحكمة يريدها ، ويريد مرة أخرى أن ينصر الإيمان على الفتنة، وتذهب الأجسام الفانية لحكمة أخرى يريدها، ويريد مرة أن يأخذ الطغاة الجبارين في الأرض، ويريد مرة أن يُمهلهم لليوم الموعود لحكمة تتحقق هنا في الأرض، وأخرى تتحقق هناك في السماء، فسبحانه وتعالى يفعل ما يريد.
ذهاب الطغاة وبقاء القرآن
خُتمت سورة البروج بالإشارة إلى قصة الطاغية الجبار (فرعون)، وما أصابه وجنوده من الهلاك بسبب الطغيان والبغي، ويأتي في القصة خبر الجموع الكافرة الذين تجندوا لحرب الرسول والأنبياء، لكن كفار قريش لا يعتبرون، بل هم مستمرون في التكذيب، والله سبحانه وتعالى قادر عليهم، فهم لا يُعجزونه؛ لأنهم في قبضته سبحانه وتعالى في كل حين وزمان.
والقرآن الكريم الذي كذبوا به هو كتاب عظيم شريف سما على سائر الكتب السماوية في إعجازه، ونظمه، وصحة معانيه، ومحفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل؛ لذلك فإن كل ما يُقرره القرآن هو القول الفصل الصحيح، والمرجع الأخير، وعلينا أن نتعامل مع القرآن على هذا الأساس في كل الأمور.
الدروس المستفادة من سورة البروج
سورة البروج من السور المكية التي تحمل معاني عظيمة ودروسًا جليلة تُعزز الإيمان وتقوي العقيدة، وتُذكر المؤمنين بعاقبة الظالمين ونصرة الله للمظلومين، ومن أبرز الدروس المستفادة من هذه السورة:
الإيمان بالقضاء والقدر
تبدأ سورة البروج بقسم عظيم بالله على السماء ذات البروج، وذلك يدل على أن الله تعالى قدر الأمور بحكمة وإتقان، ويُرسح هذا الإيمان بأن ما يجري في الكون هو بإرادة الله وحكمته، سواء في السراء أو الضراء.
الصبر والثبات في وجه الظلم
قصة أصحاب الأخدود تُعلمنا أهمية الصبر على الابتلاء والثبات على الإيمان، حتى لو كلف ذلك التضحية بالنفس، ونتعلم ذلك من تدبر حقيقة أن المؤمنين الذين أُلقوا في الأخدود آخِرًا لم يفتنهم أن رأوا الذين أُلقوا في نار الأخدود أولاً، لقد انتظروا دورهم وفي قلوبهم تصميم على أن تعلو العقيدة على الفتنة، وأحرقت نار الأخدود الأجساد الفانية، لكنها لم تحرق العقيدة، بل أنضجتها، ونقلت أفواج من المؤمنين إلى الفوز الكبير، فالمؤمن الحق لا يتخلى عن دينه مهما كانت التحديات.
الابتلاء سُنة إلهية لتمحيص الإيمان
قصة أصحاب الأخدود تُجسد أن الإيمان الحقيقي يُختبر بالابتلاء، وأن من يثبت على دين الله، مهما عظُم البلاء، فإنما يبيع دنياه ليربح آخرته، فالابتلاء ليس عقوبة للمؤمن، بل هو تكريم ورفع درجات عند الله.
نصرة الله للمظلومين
مهما بدت يد الظالمين قوية، فإن عدالة الله فوق كل قوة، وبطشه أشد وأعظم، فالله تعالى يقول: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}، وهذه الآية تطمئن المؤمن أن الله لا يترك عباده، وأن الظلم لا يدوم، والعدل آتٍ لا محالة.
الجزاء العادل في الدنيا والآخرة
سورة البروج تُقسم الناس إلى فئتين: مؤمنين صابرين لهم جنات الخلد، وظالمين متجبرين طغاة لهم عذاب الجحيم، وهذا الجزاء العادل يجعل المؤمن أكثر يقينًا بأن العمل الصالح لن يضيع، وأن الظلم مهما طال فمصيره الزوال والعقوبة.
قوة الإيمان في مواجهة الطغاة
أصحاب الأخدود لم يخافوا بطش الملك الظالم، بل واجهوا التعذيب بثقة بالله ويقين بوعده، وهذا درس لكل مؤمن أن الإيمان بالله هو أعظم سلاح أمام الطغاة والجبابرة، وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
التوحيد هو جوهر الرسالة
المؤمنون الذين استشهدوا في قصة الأخدود لم يكن ذنبهم إلا توحيد الله، ويؤكد هذا أن أعظم ما يمكن أن يحمله الإنسان في حياته هو التوحيد الخالص لله عز وجل الذي به تتحقق النجاة في الدنيا والآخرة.
التحذير من الغرور بالقوة والسلطان
الملك الذي أحرق المؤمنين ظن أن قوته وسلطانه سيحميانه من عاقبة أفعاله، لكن الله أهلكه وأتباعه، ليكون عبرة لكل من يظلم ويطغى، فلا ملجأ من الله إلا إليه.
دعوة للتأمل في التاريخ
ذكرت سورة البروج قصص السابقين ليعتبر الناس بها ويتعلموا من نهاياتهم، والقصص القرآني ليس للتسلية، بل للعبرة والدرس.
أهمية تربية النفس على الصبر
سورة البروج تُعلم أن الصبر في مواجهة الابتلاءات هو طريق النجاة، وأن البلاء مهما اشتد فهو مؤقت بينما الأجر عند الله دائم، فالله تعالى يقول: {ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِيرُ} مشيرًا إلى جزاء الصابرين.
التحذير من التهاون بالدين
السورة تحمل رسالة تحذير لكل من يُحاول الاعتداء على دين الله أو التهاون في تطبيق شرعه، بأن العاقبة وخيمة.
التذكير بعظمة الله في خلق السماوات والأرض
تختم السورة بالإشارة إلى قدرة الله في خلق السماوات والأرض وإعادتها، ليوقن الإنسان أن من يخلق هذا الكون العظيم قادر على نصرة المؤمنين ومعاقبة الظالمين، مهما طال أمد الظلم.
في الختام، وبعد عرض شرح لسورة البروج نجد أنها تتعدى كونها سرد لواقعة تاريخية أو قصة لأصحاب الأخدود، بل هي نور ينير دروب الإيمان ويقوي عزائم المؤمنين، فهي سورة تعج بالدروس العظيمة التي تعزز اليقين بعدل الله وقدرته، وتدعو إلى الثبات على الدين مهما عظمت الابتلاءات، ومن خلالها نتعلم أن الابتلاء ليس نهاية المطاف، بل هو بوابة للنصر أو الشهادة، وأن الظلم مهما طال فإن مصيره الهلاك.
المصدر