حكم تركيب الرموش، وهل تركيب الأظافر حرام؟ - إقرأ يا مسلم
إعرف دينكأسئلةفتاوى

حكم تركيب الرموش، وهل تركيب الأظافر حرام؟

تعرفي على حكم تركيب الرموش والأظافر

حكم تركيب الرموش، وهل تركيب الأظافر حرام؟

حكم تركيب الرموش والأظافر، في زمنٍ باتت فيه الزينة جزءًا لا يتجزأ من حياة كثير من النساء، تبرز تساؤلات فقهية ملحة عن مدى مشروعية بعض مظاهر التجمل التي تتبعها بعض السيدات مثل تركيب الرموش الصناعية والأظافر الصناعية، فهل يُعد هذا من قبيل التزيُّن المشروع؟، أم يدخل في باب التحريم؟، وهل يختلف الحكم باختلاف النية أو الطريقة أو الغرض؟، دعونا نتعرف على الحكم ومدى مشروعيتها وفق الكتاب والسنة.

حكم تركيب الرموش، وهل تركيب الأظافر حرام؟
حكم تركيب الرموش والأظافر

حكم تركيب الرموش

تعريف تركيب الرموش

تركيب الرموش هو عملية لصق رموش صناعية على الجفن باستخدام لاصق خاص إما بشكل مؤقت (يوم أو يومين) أو شبه دائم (أسبوع أو أكثر)، وتُستخدم لأغراض تجميلية، إما لإبراز جمال العين أو لإخفاء عيوب معينة مثل تساقط الرموش الطبيعي.

الحكم الشرعي لتركيب الرموش

جمهور العلماء المعاصرين يذهبون إلى أن تركيب الرموش الصناعية محرم، واستدلوا على ذلك بعدة أدلة:

حديث الواصلة والمستوصلة:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: “لَعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الواصِلةَ والمستوصِلةَ” (متفق عليه)، وفي رواية أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الواصِلَةَ والمُسْتَوْصِلَةَ” (صحيح البخاري).

والواصلة هي التي تصل شعر المرأة بشعرٍ آخر – أي تضع ما ليس من شعرها لتزيد طوله أو كثافته – وقد ألحق العلماء بذلك كل ما يُلصق على الشعر أو الرموش بهدف الزيادة سواء أكان شعرًا طبيعيًا أو صناعيًا، إذا كان ذلك بقصد الزينة والتزييف.

القياس على الوصل:

الرموش تُعد شعرًا يضاف إلى ما خلقه الله، فهي تدخل في باب “الوصل”، الذي وردت فيه النصوص الصريحة بالنهي، وقد قال الإمام النووي رحمه الله: “الوصل حرام، سواء كان بشعر آدمي أو بغيره، وسواء أكان للرأس أو الرموش”.

التزوير والتدليس:

اعتُبر تركيب الرموش من باب التدليس والغش لا سيما إذا كانت المرأة تُظهر نفسها أمام الخاطب أو في مناسبات عامة، وقد نهى النبي ﷺ عن التدليس، فقال: “من غش فليس منا” ( رواه مسلم).

رأي آخر في حكم تركيب الرموش

ذهب بعض العلماء إلى جواز تركيب الرموش الصناعية إذا كانت:

  • مؤقتة وتُزال قبل الوضوء.

  • ليست للتدليس أمام الخاطب أو من يُخدع بزينة غير حقيقية.

  • لإخفاء عيب حقيقي مثل الإصابة بمرض أو حروق أو تساقط شديد للرموش.

وقد استندوا إلى القاعدة الفقهية “الضرورات تُبيح المحظورات”، لكنهم اشترطوا أن يكون ذلك بإذن الزوج، وألَّا تؤدي إلى كشف العورات أو مخالفة الشرع في هيئة التجميل.

أما الرموش الصناعية الثابتة تمنع وصول الماء إلى الجلد، وبالتالي تُعد حائلًا، والوضوء لا يصح معها، مما يترتب عليه فساد الصلاة، وهذه مسألة حرجة تجعل التحريم أقرب للقطع، إذا لم تكن الرموش تُزال قبل كل وضوء.

حكم تركيب الأظافر الصناعية

ما المقصود بتركيب الأظافر؟

هي أظافر صناعية تُلصق فوق الأظافر الطبيعية سواء للتزين أو كبديل مؤقت عن الأظافر المتضررة، وقد تطورت هذه الأظافر في العصر الحديث لتأخذ أشكالًا وأنواعًا كثيرة، منها ما يُركب لساعات، ومنها ما يُثبت لأسابيع، باستخدام مواد لاصقة قوية.

الحكم الشرعي لتركيب الأظافر:

ينقسم حكم تركيب الأظافر إلى شقين:

  • الإسلام لا يُحرّم الزينة للمرأة، بل أباحها في مواضع كثيرة، وخاصة داخل بيتها ولزوجها، ما دام ذلك لا يتضمن تشبهًا محرّمًا أو إسرافًا أو خضوعًا للرجال الأجانب، فحكمها هنا جائزة، والدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ﴾ (سورة الأعراف،الآية 32)، فتركيب الأظافر الصناعية بحد ذاته – إذا كان للتجمل المشروع وداخل الحدود – لا يُعد محرمًا شرعًا من هذه الجهة.

  • يحرم تركيب الأظافر إذا كانت الأظافر تمنع وصول الماء إلى ما يجب غسله في الوضوء أو الغُسل، والأظافر الصناعية المثبتة بلصق دائم تشكِّل حاجزًا يمنع الماء من الوصول إلى الأظافر الطبيعية، وبالتالي تبطل الطهارة، وتُصبح الصلاة غير صحيحة، والدليل القاعدة الفقهية: “الطهارة لا تصح مع وجود مانع يمنع وصول الماء إلى البشرة أو الظفر”، وهو قول جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة).

الفرق بين الزينة والتزوير

من القواعد المهمة لفهم الحكم الشرعي في هذه المسائل: “التجمل المباح لا يكون تدليسًا، ما دام لا يترتب عليه غش أو تغيير لخلق الله أو منع لطهارة واجبة”، فليس كل زينة محرمة، ولكن حين تتحول الزينة إلى تغيير في الهيئة الطبيعية بقصد الخداع أو تمنع عبادة تصبح محرمة، وقد جاء في الحديث: “لعن الله المتفلجات للحسن، المغيرات خلق الله” (رواه مسلم).

هل هناك أثر نفسي أو اجتماعي يُعتد به؟

كثير من الفتيات في عصرنا يعتبرن هذه الأمور من ضرورات الظهور الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى معاناة نفسية إذا منعن منها، وهنا ينبغي التفريق:

  • إذا كانت الزينة لإصلاح خلل وعيب حقيقي، فلا بأس.

  • أما إذا كانت للتقليد الأعمى أو التباهي، فهي من باب الإسراف واللهو، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ (سورة الأحزاب،الآية 33).

نصائح فقهية وعملية للمرأة المسلمة

*احرصي على أن لا تكون الزينة مانعة للطهارة.

*استشيري أهل العلم عند الشك.

*اجعلي نيتك في الزينة لإرضاء الزوج أو إظهار النعمة، لا للمباهاة أو خداع الآخرين.

*ابتعدي عن المبالغة أو التشبه بالكافرات.

*وتذكري قول الله تعالى: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (سورة النور، الآية 31).

ففي هذه الآية الكريمة دعوة رفيقة من الله لعباده المؤمنات بالحفاظ على حيائهن، وصون زينتهن عمَّا لا يحل له النظر إليها، فالزينة ليست فقط ما يُلبَس أو يُضع من تجمُّل، بل كل ما يجذب النظر ويثير الانتباه من مفاتن الجسد وزينة البدن.

 وقد قيد الله إظهارها بحدود واضحة لا لبس فيها، فلا تُظهر المرأة زينتها إلا لزوجها ومن ذكرهم الله بوضوح، حفاظًا عليها من أعين الناظرين وقلوب المتربصين، ومن كمال طاعة المرأة لربها أن تتأنّى في كل ما يخص زينتها، فلا تخرج بها للناس ولا تظهرها إلا في مواضع الشرع، وهي دعوة إلى كل مؤمنة أن تتذكَّر أنها درة مكنونة، وجوهرة مصونة زينتها لزوجها، لا لعامة الناس.

الحكم الفقهي المفصَّل لتركيب الرموش والأظافر

                         الحالة               الحكم الشرعي
تركيب الرموش بشكل دائم أو يمنع الوضوء                          حرام
تركيب الرموش لعذر طبي مؤقت وتُزال قبل الطهارة              جائز مع الكراهة
تركيب الأظافر بشكل دائم يمنع الغسل                   حرام
تركيب الأظافر المؤقتة وتُزال قبل الوضوء                  جائز
الزينة أمام النساء أو الزوج                  مباح

في الختام، نكون قد قدمنا حكم تركيب الرموش والأظافر وفقًا لجمهور العلماء، ونجد أن الزينة ليست حرامًا في ذاتها، بل هي من مظاهر النعمة، ولكن حين تتعارض مع طاعة الله تصبح سببًا لللعنة أو فساد العبادة، لذلك يجب على المرأة المسلمة الواعية ألا تبحث فقط عن الجمال في مرآة الزينة، بل في نور الطاعة، وعن رسول الله ﷺ قال: “إن الله جميل يحب الجمال” (رواه مسلم)، فلنحرص على جمالٍ لا يُخالف شرع الله، ولنزن كل زينة بميزان الطهارة والنية الصافية، فالجمال الحقيقي، هو ذلك الذي يرضي الرحمن، لا أعين الخلق.

المصدر

1

زر الذهاب إلى الأعلى
Index

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock