دعاء الرزق الذى إذا قلته كفاك الله ورزقك من حيث لا تحتسب – ادعية الرزق المستجابة
يُعدّ الدّعاء من أهم الوسائل التي تَصِل العبد بربّه سبحانه وتعالى؛ حيث يمكن له أن يدعو الله متى شاء بشتّى أمور الحياة المختلفة؛ مثل طلب الرّزق، والعمل، والزّواج، والصّحة. ويُعرَّف الدّعاء لغةً بأنه الطلب؛ فالدعاء لله تعالى يعني الرغبة فيما عنده سبحانه وتعالى من خير، والابتهال إليه بالسؤال، وعند قول: دعا فلانٌ لفلان؛ فهذا يعني أنه طلب له الخير، بينما قول: دعا فلانٌ على فلان؛ فإنه يعني طلب الشر لهذا الشخص، أمّا الدعاء اصطلاحاً فيُعرَّف بأنه “الكلام الدال على الطلب مع الخضوع”. إن للدعاء آداباً عديدة ينبغي للعبد الالتزام بها، وهي كما يأتي:توحيد الله تعالى في ربوبيته، وأسمائه، وصفاته.
الإخلاص في الدعاء، وذلك استجابة لأمره تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ).
حمد الله تعالى والثناء عليه قبل الدعاء.
الصلاة والسلام على المصطفى صلى الله عليه وسلم.
استقبال القِبلة عند الدّعاء، واختيار أفضل الألفاظ وأرقاها في مخاطبة خالق الخلق.
سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى.
رفع اليدين؛ بحيث يكون باطنهما نحو السماء، على أن يتخذ الداعي صفة المتذلل، العبد الفقير إلى الله وإلى فضله وكرمه وفرجه.
دعاء الله -عز وجل- بحضور القلب، والتيقّن بأنه سيجيب.
الجزم في الدعاء، والعزم عليه؛ فقد قال عليه أفضل الصلاة والسلام: (لا يَقولَنَّ أحدُكمْ : اللهُمَّ اغفِرْ لِي إنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحمْنِي إنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارزقْنِي إنْ شِئْتَ، و لْيعزِمْ المسألَةَ، فإنَّهُ يَفعلُ ما يَشاءُ، ولا مُكْرِهَ لهُ).
التّضرع، مع الخشوع والرهبة.
من آداب الدّعاء أن تبدأ بنفسك، ثم بالأقرب إليك كالوالدين والأخوة والأخوات، ثم شمل الدّعوة للمسلمين عامّة والأمّة الإسلاميّة.
شروط استجابة الدعاء
قد يلتزم المسلم بشروط الدّعاء المُستجاب ولكن لا تتحقق الاستجابة؛ فكما أنّ للدّعاء شروطاً، فإنّ على المُسلم أن يتحرّى بعض الآداب ليكونَ مستجابَ الدّعاء، وأهمّ هذه الآداب والشروط هي:
الإكثار من الذّكر، فإنّه يكفّر الخطايا و يجعل المسلم أقرب ما يكون إلى الله تعالى.
إخلاص الدّعاء لله تعالى، فهو نوعٌ آخرُ من أنواعِ العبادات، ولا يُقبل الدّعاء إلاّ إذا كان خالصاً لوجهه.
خفض الصوت في الدّعاء، لما فيه من خصوصيّةٍ بين الله وعبده.
الإلحاح في الدعاء، فالإلحاح يدلّ على شدّة حاجتك للاستجابة وإيمانك بأنّ الله هو الوحيد القادر على تحقيقها.
ترصّد أوقات استجابة الدّعاء، كآخر النّهار ووقت السّحر من اللّيل، وفي ليلة القدر، وبين الإقامة والأذان، وعقب الفروض، يقول تعالى في القرآن الكريم (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا).
استغلال وقت الانكسار، فعندها يكون المسلم في قمّة حاجته لله ويستشعر بضعفه أمام عظمة خالقه، فإنّه يدعو ربّه وقلبه غير لاهٍ وهو مُتذلّل وضعيف.
التّوبة إلى الله -عزّ وجلّ- توبةً نصوحةً، فلا يجتمع الدّعاء والمعاصي في قلب مسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنّه قال: “إنّي لا أحمل همّ الإجابة ولكن همّ الدعاء، فإذا أُلهمت الدّعاء فإن الإجابة معه'”.
تطييب الأكل والملبس.
وليعلم المؤمن أن الدّعاء إذا لم يُستجب فما هو بالضّائع عند الله تعالى، فما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له بإذن الله، فإما أن يُعجِّل له في الدنيا، وإمّا أن يدّخر له في الآخرة، وإمّا أن يُكّفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعاه ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، أو يستعجل القول: دعوت ربيّ فما استجاب لي.