عمرة القضاء ودخول النبي إلى مكة المكرمة

عمرة القضاء، أولا كلمة العمرة في اللغة تعني الزيارة، وفي الشرع تعني زيارة بيت الله الحرام بالأخص، والعلماء اختلفوا على حكم العمرة، فمنهم من قال أنها سنة وليست واجبة، وهذا كما يقول الإمام مالك والإمام أبو حنيفة وابن تيمية،  وكثير من أهل العلم رحمة الله عليهم، وسوف نقدم لكم معلومات أكثر عن عمرة القضاء في الفقرات التالية. 

عمرة القضاء 

عمرة القضاء، هي العمرة التي قام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بتأديتها وكانت في السنة السابعة من الهجرة، بعد أن اتفق عليها مع قريش في صلح الحديبية،حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اشترط على قريش عدة بنود وكانت من بينهم أنه اشترط عليهم أن يحلوا بين المسلمين وبين البيت الحرام من أجل الطواف به.

ومن ثم قامت قريش بالموافقة على ذلك، ولما جاء الموعد المقرر لهذه العمرة قام النبي بالخروج وكان معه ألفين من أصحابه مجهزين بالسلاح وكان معهم العدة الخاصة بالحرب حتى إذا صدرت أي خيانة من قريش يكونوا مستعدين للحرب، وعلى الفور نقلت الأخبار إلى قريش وعندما عرفوا ذلك خافوا وقاموا بإرسال وفد وعلى رأسهم مكرز بن حفص إلى النبي.

والتقى النبي بهم، فقالوا له فيما معناه، يا محمد ما عرفناك صغير ولا كبير بالغدر أتدخل الحرم ومعك السلاح وانت قد عاهدت قريش أنك ستدخل السيوف في إغمادها فقط، فقال لهم النبي أنه سيقوم بإدخالها كما وعدهم فلما سمع مكرز بن حفص ذلك ذهب إلى قريش و طمأنهم، وعندما اقترب النبي إلى مكة قام بترك السلاح خارجها ومن ثم أمر محمد بن مسلمة ومعه 200 فارس من أجل حراسته. 

تعرف على: طريقة اداء العمرة 

دخول النبي إلى مكة المكرمة في عمرة القضاء 

قام النبي صلى الله عليه وسلم بالدخول إلى مكة المكرمة هو ومن كان معه من الصحابة من أجل تأدية عمرة القضاء، وكانوا يقومون بحمل السيوف في أغمادها كما عاهد النبي صلى الله عليه وسلم قريش، أما كفار قريش فقاموا بالخروج إلى الجبال المحيطة، لأنهم قد تعاهدوا مع النبي على أنهم سيقومون بإخلاء مكة لمدة ثلاثة أيام كاملة من أجل أن يطوف المسلمين بالبيت الحرام.

ومن ثم طاف المسلمين بالبيت الحرام وكانوا في حالة من الفرح والسعادة وقاموا بتأدية عمرة القضاء وفي أخر الأيام الثلاثة تزوج النبي من ميمونة بنت الحارث الهلالية، وكانت أخت لأم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب، وكانت خالة خالد بن الوليد، قيل أن لهذا الزواج سببا سياسيا وهو من أجل تأليف قلب خالد بن الوليد أعظم قادة قريش وكان النبي يعلم أن دخول خالد بن الوليد سوف يكون ضربة شديدة للكافرين.

وهذا الذي قد حدث بعد شهور قليلة من عمرة القضاء  وبعد أن انتهت الأيام المحددة قامت قريش بإرسال حويطب بن عبد العزي وسهيل بن عمرو إلى النبي لكي يخرج من مكة هو ومن كان معه من المسلمين، وحدث بينهم بعض الكلام، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم احترم المعاهدة التي كانت بينهم ومن ثم عاد إلى المدينة المنورة. 

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock