الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
تعد حياة الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين المعروف بأبي حفص رضي الله عنه صفحة ناصعة بمكارم الأخلاق والجهاد والدعوة إلى الله والشرف والإخلاص في التاريخ الإسلامي.وُلد عام 583 ميلاديًا بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، ولقب بالفاروق (الفرقان) لأنه أظهر إسلامه جهارًا في مكة، وفرق الله به بين الكفر والإيمان.
الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين
سوف نستعرض من خلال تلك السطور أهم ملامح حياته منذ نشأته حتى وفاته.
نشأته المبكرة
نشأ الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين كأقرانه من قريش، ولكنه كان من المتعلمين الأقلاء بها وتحمّل المسؤولية في صغره، حيث كانت البيئة التي كان يعيش بها قاسية لا يوجد بها مظاهر الترف أو الثراء. فلقد كان يرعى إبل والده القاسي. وكانت لقسوته أثرٌ سلبيٌّ عليه ظلّ يسكن عقله طوال حياته.
برع في العديد من الرياضات منذ صغره مثل المصارعة وركوب الخيل والفروسية. كان مولعًا بقراءة الشعر وكتابته، ومهتمًا بالتاريخ وأحوال قومه. كما كان يتصف بالحكمة وفصاحة اللسان، مما يجعله متحدثًا باسم قبيلته قريش أمام القبائل الأخرى. وتحمس كثيرًا لزيارة أسواق العرب الكبيرة في عكاظ ومجنة وذو المجاز، حيث كان يعمل بالتجارة ورابحًا منها ويتعرف على تاريخ العرب والصراعات التي كانت تدور بين القبائل. التقى من خلال رحلاته التجارية بالعديد من الناس في البلدان التي زارها من الشام صيفًا وإلى اليمن شتاءً، فحظي بمكانة مرموقة في مجتمع مكة قبل ظهور الإسلام.
اعتناقه الإسلام
سافر عدد قليل من المسلمين إلى بلاد الحبشة، مما جعل عمر رضي الله عنه يشعر بالقلق على وحدة قبيلته، فقرر التخلص من النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وفي أثناء طريقه للقيام بذلك قابل صديقه المقرب نعيم بن عبد الله رضي الله عنه الذي أسلم سرًا ولم يُخبره، وطلب منه أن يستفسر عن منزل أخته وزوجها، وعند وصوله إلى منزلها، وجد عمر أخته وزوجها يتلوان آيات من سورة طه تشاجر معهما، وصفع عمر أخته على وجهها بشدة حتى سقطت على الأرض والدم ينزف من فمها. ولما قرأت عليه أولى الآيات من سورة طه تغير حاله كثيرًا وقرر الذهاب إلى الرسول (ص) لكي يعلن إسلامه، وكان ذلك استجابة الله عز وجل لدعاء النبي (ص) بأن يعز الإسلام إما بأبي الحكم بن هشام أو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وأسلم بالفعل عام ٦١٦ ميلادية بعد عام واحد من الهجرة إلى الحبشة، وكان يبلغ من العمر السابعة والعشرين.
إنجازاته
شهدت الإمبراطورية الإسلامية توسعًا كبيرًا في فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث حقق العديد من العديد من الإنجازات والنجاحات والتي من أهمها:
- كان من العشرة الصحابة المبشرين بالجنة وثاني الخلفاء الراشدين.
- ادخل الديوان باعتبار نظام إداري لتنظيم الحكم وإدارة الشؤون.
- قام بأنشاء القضاة لتحقيق العدالة والمحاكمات العادلة.
- أول من وضع التقويم الهجري.
- أسس أيضًا بيت المال، واعفى الفقراء المسلمين وأهل الذمة من دفع الجزية.
غزواته
شارك فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في العديد من الغزوات وهي كالتالي:
- غزوة بدر : أيد رأي أبي بكر الصديق في خوض غزوة بدر سنة ٢ هـ ضد قريش وقُتل عمه العاص بن هشام في تلك الغزوة.
- غزوة أحد : شارك في غزوة أحد سنة ٣ هـ ودافع فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين عندما قام الكفار بحصارهم.
- غزوة بني النضير: شارك في تلك الغزوة سنة ٤ هـ بسبب نقض بني النضير لعهودهم مع النبي (ص) ورغبتهم في قتله.
- غزوة الخندق وبني قريظة: دافع عن المسلمين أيضًا في غزوة الخندق وغزوة وبني قريظة سنة ٥ هـ.
- غزوة تبوك (9 هـ): أدى فريضة الحج مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في نفس العام الذي شارك فيه في غزوة تبوك سنة 9 هـ.
- صلح الحديبية: شهد رضي الله عنه على صلح الحديبية سنة 6 هـ .
- غزوة خيبر: خاض عمر الحرب في هذه الغزوة ضد المشركين سنة 7 هـ .
وفاته
يتفق المؤرخون على أنه بعد عودة الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين من أداء الحج في مكة في شهر أكتوبر من سنة 644 إلى المدينة المنورة قتله أبو لؤلؤة فيروز الفارسي بخنجر وهو يصلي الفجر جماعة بالناس في يوم الأربعاء الموافق 26 ذي الحجة سنة 23 هـ /644 م، وكانت دمائه تسيل من جرحه وحاول المسلمون الانتقام من أبو لؤلؤة وقتله ففشلوا، وجاء عبد الرحمن بن عوف برداء كان معه وألقاه على أبي لؤلؤة ولم يستطع التحرك وأدرك أنه لا محالة من الهروب فقتل نفسه منتحرًا.
خاتمة
في نهاية هذا المقال نتمنى أن يكون قد نال إعجابكم بما قدمنا فيه من مقتطفات فريدة ومميزة عن الفاروق عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين وكيف كان عادلًا وناصر للإسلام، كما تحدثنا أيضًا عن أهم إنجازاته وغزواته التي دافع من خلال مشاركته فيها عن الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
