قصة بلعام بن باعوراء
سوف نقدم لكم في هذا المقال قصة من أهم القصص وهي قصة بلعام بن باعوراء، كان بلعام رجل من بني إسرائيل، وعاش في زمن نبي الله موسى كان هو أول من ألف كتاب أن ليس للعالم صانعا، وقد قيل أن بلعام بن باعوراء بن ناب بن لوط، وأنه كان من مدينة الجباري الكنعانيين وقيل أيضا أنه نبي من الأنبياء، ولكن قال الماوردي أن هذا الرأي باطل، لأن أنبياء الله لا ينسلخون من آيات الله وسوف نتكلم بتفصيل أكثر في الفقرات المقبلة.
النعم التي أنعم الله بها على بلعام بن باعوراء
إن من نعم الله عز وجل على بلعام، أنه علمه شئ بواسطة الأنبياء من كتبه المنزلة وقد علم بلعام اسم الله الأعظم فكان مستجاب الدعاء، فكان عندما يدعو الله بأي شئ يستجاب له وإذا سأله أعطاه، قد عاش بلعام في زمن نبي الله موسى عليه السلام وقد تلقى العلم على يد سيدنا موسى وعلمه التوراة وأتم حفظها وفهمها، حتى أصبح من كبار علماء بني إسرائيل وقد وصل إلى درجة كبيرة جدا من العلم لم يبلغها أحد غير الأنبياء والرسل، وكان الكثير من بني إسرائيل يلتقون العلم على يديه، فقد أعطاه الله عز وجل علما لا يعد ولا يحصر وهذا من نعم الله عليه، ولكن ضل عن طريق الحق وكفر بعد أن كان من المؤمنين.
قصة بلعام بن باعوراء مع نبي الله موسى عليه السلام
قصة بلعام بن باعوراء مع نبي الله موسى، كانت من أعظم القصص وكانت لها عبرة عظيمة، قد قام نبي الله موسى بإرسال بلعام إلى أهل مدين لكي يدعوهم إلى يدعوهم إلى عبادة الله والإيمان برسالة نبي الله موسى عليه السلام، ولكن أهل مدين قاموا بإغراء بلعام عن طريق المال، وعرضوا عليه كل شئ يتمناه لكي يترك دعوة نبي الله موسى عليه السلام، وقد عرض عليه ملك مدين أن يتزوج بأجمل بنات من مدين وأن يعيش بينهم في سعادة وغناء ويكون سيدا عليهم، كل ذلك مقابل أن يترك دين سيدنا موسى عليه السلام وينضم إليهم ويصبح منهم.
فقام بلعام بن باعوراء وطلب منهم بأن يعطوه فرصة لكي يفكر جيدا في هذا الأمر المعروض عليه، ومن ثم فقد أخذ حماره وسار بها لكي يأخذ القرار، ولكن أغواه شيطانه ونفسه لكي يترك طريق الحق وأن يتبع الهوى وقد اختار الدنيا الزائلة وأفضلها عن الآخرة وعاد إليهم ليكون منهم ويبعد عن الحق وقد نفر منه الحمار وسجد لله عز وجل، وبذلك كفر بلعام بن باعوراء، وعندما قرر سيدنا موسى عليه السلام أن يسير إلى قومه ليدعوهم إلى عبادة الله نزل قريبا من الكنعانيون.
تعرف على: قصة قتل سيدنا عمر بن الخطاب
فلما علموا ذهبوا سريعا إلى بلعام بن باعوراء وأخبره بأن موسى عليه السلام جاء ليخرجهم من أرضهم ويقتلنا ونحن قومك، فقال لهم ماذا أفعل، فقالوا له قومه إنك لرجل مجيب الدعوات، فادعى على موسى وقومه، فقال لهم ويحكم فهذا نبي الله وهؤلاء قومه فكيف أدعوا عليهم إنكم ستلقون بي إلى التهلكة، ولكنهم استمروا في تحريضه حتى صعد بلعام إلى الجبل وأطاعهك ودعا على نبي الله موسى ومن معه.
وكان كلما يدعو على سيدنا موسى ومن معه حول الله هذا الدعاء على قومه الكنعانيون، وكلما دعا بالنصر لقومه حول الله هذا الدعاء على موسى وقومه، ولكن الكنعانيون ذهبوا إليه وقالوا له أنت تدعو علينا بالشر فقال بلعام أنا أعلم بهذا ولكني لا أملك تغيير أي شئ وكل ذلك يحدث رغما عنى، فقالوا له ستتركنا فماذا نفعل، فقال لهم سأفكر في أمر حتى تتمكنوا من هزيمتهم، وقال لهم إذا قاموا بني إسرائيل بارتكاب المعاصي فسوف يخذلهم الله.
ثم قام بلعام بالتفكير في حيلة وهي أن يقوموا بتحميل نسائهم وأن يعطوهم السله لكي يذهبوا بها إلى بنى إسرائيل ولا تمتنع أي واحدة منهم عن أي رجل يريدها من بني إسرائيل، وطلب منهم أن تترك زوجاتهم بني إسرائيل يزنون بهم وبذلك يصبحوا من العاصين، وبالفعل قد حدث ذلك وأرسل الله الطاعون لبني إسرائيل، وكان هناك رجل يلقب بصحاح بن عياد كان غائبا عن المدينة في هذا الوقت، وعندما جاء أخذ جربته ودخل على كل من يزني وقام بقتله وخرج به من قبة البيت وهو يرفع يديه إلى السماء ويقول اللهم هكذا نفعل بمن يعصيك ومن ثم عفى الله عنهم ورفع عنهم الطاعون ووصل عدد الهالكين حينها إلى سبعون ألفا.
ها نحن قد اختتمنا مقالنا هذا والذي قدمنا لكم فيه قصة من القصص المهمة وهي قصة بلعام بن باعوراء، نود أن يكون هذا المقال أفاد سيادتكم، شكرا لكم، تابعونا.