أعظم آيات القرآن الكريم.. شفاء وراحة وطمأنينة - إقرأ يا مسلم
القران الكريم

أعظم آيات القرآن الكريم.. شفاء وراحة وطمأنينة

تعرف على أعظم آيات القرآن الكريم

أعظم آيات القرآن الكريم.. شفاء وراحة وطمأنينة

أعظم آيات القرآن الكريم، مع امتلاء القلوب بالضجيج، والعيون بالقلق، والأنفاس بالركض وراء المجهول يبقى هناك كلمات لا تُشبه أي كلمات… كلمات حين تلامس قلبك تُسكته، لا لتُخيفه، بل لتُطمئنه… إنها كلمات الله في كتابه.

نعم، إنه القرآن ذلك الكتاب الذي نعرفه بأعيننا، لكننا نجهل أعماقه بقلوبنا فيه كلماتٌ لو قُرئت على جبل لتصدع، فكيف بقلوب البشر؟!
فيه آية تُدهشك بقصرها، وأخرى تُوقفك بجلالها، وثالثة تُبكيك من لطفها… آيات يتداولها الناس، ويبحثون عنها، ويكررون قراءتها، لا لأنهم لم يفهموها، بل لأنهم وجدوا فيها شيئًا لا يُشرح، وإنما يُحَس.

في هذا المقال لن نكتفي بالنظر إلى الآيات، بل سندخلها، وسنُصغي كما لو أننا نسمعها لأوَّل مرة، وسنتلمَّس فيها أثرها، ونتفكَّر في معناها، ونشرب من نورها، وسنزور معًا أجمل آية، وأعجب آية، وأعظم آية، وأطول آية، وسنقف عند آيات تُؤنس القلب، وأخرى تُدهش العقل، وثالثة تُحرك الدموع، فهل أنت مستعد أن تُفتح لك تلك الأبواب؟.

أعظم آيات القرآن الكريم

أجمل آية في القرآن قصيرة

إذا بحثنا عن أجمل آية قصيرة، فإننا لا نستطيع أن نتجاوز قوله تعالى في سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ” (سورة الإخلاص، الآية1) آية قصيرة، لكنها في ميزان العقيدة أُم العقائد، وفي ميزان البيان درَّة فريدة، وفي ميزان الأثر لا توازيها كلمات، ولقد أجمع العلماء على أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن، لأنها تُلخص جوهر التوحيد، وتنفي عن الله كل شبهة الشريك أو الشبه أو الشبيه، فيا لها من آية، لو وُضِعَتْ في كفة، ووُضِعَ معها علم الدنيا، لرجحتها في الدلالة على وحدانية الله.

آيات مؤثرة في القرآن

من أعظم ما يُؤثر في القلوب الآيات التي تكشف ضعف الإنسان وتُظهر رحمة الله، منها:

“يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ” (سورة الانفطار، الآية 6)

هنا يقف الإنسان حائرًا خجولًا، فكيف غرَّه كرم ربه؟، وكيف استخف بنعمه؟، ولا تأتي الآية بصيغة توبيخ جارح، بل بصيغة استنكار مدهش، كأن الله يقول لك: “أنا الكريم، كيف تغتر بي وأنا أكرم من أن أُهملك؟”، فتأمل في اختيار صفة “الْكَرِيمِ”، لا القوي، ولا القهار، ولا المنتقم، بل الكريم، ولم يُرد الله أن يُخيفك، بل أراد أن يُوقظ ضميرك بلطف، فالآية تُخاطب كل إنسان، في كل زمان، بلسان المحبة والرجاء والعتاب.

ومن الآيات المؤثرة كذلك: “وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى” (سورة طه، الآية 84)

كلمات موسى عليه السلام، كلمات لا تصدر إلا من قلب نبي يحب الله حبًا خالصًا، التي تهز الروح شوقًا، وتسري في العروق حرارة الحب الإلهي، ومن منا لا يريد أن يُرضي الله؟، ومن منا لا يشعر بندم شديد كلما قصر؟ هذه الآية كأنها لسان حال العابدين.

“فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى” (سورة الأعلى، الآية 9)

القرآن يُعطيك دائمًا الأمل، حتى وإن رأيت الناس في غفلة، لا تيأس ذكرهم، لعل فيهم من ينتفع.

آيات عجيبة في القرآن

القرآن زاخر بالآيات التي تُدهشك في لفظها، ومعناها، وتركيبها، ومغزاها، ومن أبدعها:

“وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ…” (سورة الأعراف، الآية 172)

هذه الآية تكشف عن عالم غيبي عجيب ميثاق أخذه الله من البشر قبل ولادتهم، وهم لا يزالون ذرات، فلقد شهدوا على ربوبية الله وهم ذرات، فكيف ينكرونها اليوم؟، وتأتي هذه الآية لتزرع في النفس الإيمان الفطري، وتُسكت كل من يحاول أن يُنكر وجود الله بحجة العقل.

وتأمل قوله تعالى: “فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ” (سورة الأعراف، الآية 143)

حين طلب موسى عليه السلام الرؤية، لم يكن طلبه عن شك، بل عن شوق، وأراد أن يرى وجه من ناجاه، وكلَّمه، وأحبَّه، لكنه أدرك بعد لحظة أن القرب من الله ليس دائمًا بالرؤية، بل بالخضوع.

فلمَّا صُعق من تجلِّي الله للجبل، وأفاق، لم يقل شيئًا عن الجبل، ولا عن التجربة، بل قال شيئًا واحدًا فقط، خرج من أعماق الروح، وهو التسبيح الذي يُنزه الله عن أن يُدركه العقل، وتوبة تُرجع القلب إلى مكانه، وإيمان يُرسّخ اليقين بعد التجربة.

هي لحظة إفاقة ليست من غفوة نوم، بل من غفوة فهم، فأحيانًا لا تعرف الله حقًا إلا بعد أن تهتز، تُصعق، تُبتلى… فتفيق، وتقول كما قال نبي الله: “سُبْحَانَكَ… تُبْتُ إِلَيْكَ”.

آيات مطمئنة من القرآن

قال الله تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (سورة الرعد، الآية 28)

هذه الآية وعد للقلوب المتعبة، والحزينة، والمضطربة، بأن ليس لها إلا ملاذ واحد هو ذكر الله، ومن يريد الطمأنينة بعيدًا عن ذكر الله، كمن يريد الدفء من غير نار.

ومنها قوله سبحانه وتعالى: “وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ” (سورة الأنعام، الآية 59)

إذا ضاقت بك الدنيا، وتكاثرت الأسئلة، وفقدت البوصلة… فاعلم أن الله وحده يعلم، وأن الفرج بيده، والمفاتيح عنده، وأجمل ما في هذه الآية أنها تُذكرنا أن كل مجهول أمامنا معلوم عند الله، فكل رزق، وكل مصير، وكل إجابة لسؤال لم نعرفه بعد، موجودة في علم الله.

ومن أكثر الآيات التي تنزل على القلب بردًا: “لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” (سورة التوبة، الآية 40)

قالها النبي ﷺ في الغار، وهو يواجه الخطر، وهو مطارد من قريش في أصعب لحظة من حياته، لكنها كانت كافية لأن تُنزل السكينة في قلبه، وفي قلوبنا من بعده.

أعظم آية في القرآن الكريم (آية الكرسي)

قال تعالى: “اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُۥ سِنَةٌۭ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُۥ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَمَا فِى ٱلْأَرْضِ ۗ مَن ذَا ٱلَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذْنِهِۦ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَىْءٍۢ مِّنْ عِلْمِهِۦٓ إِلَّا بِمَا شَآءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضَ ۖ وَلَا يَـُٔودُهُۥ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْعَظِيمُ” (سورة البقرة، الآية ٢٥٥).

هذه الآية فيها اسم الله الأعظم، كما قال النبي ﷺ، والذي إذا دُعي به أجاب، وهي أعظم آية في كتاب الله، بشهادة الحبيب ﷺ.

أعظم آيات القرآن الكريم.. شفاء وراحة وطمأنينة
أعظم آيات القرآن الكريم

لماذا تُعد آية الكرسي أعظم آية؟

  • لأنها تبدأ بتوحيد محض لله وأنه لا إله إلا هو.
  • تصف الله بصفاته العليا: الحي حياة كاملة بلا بداية ولا نهاية، والقيوم القائم بنفسه، المُقيم لغيره، ونفي صفات النقص عن الله، فلا تأخذه سنة ولا نوم.
  • تجمع بين علم الله، وسلطانه، ورحمته.
  • تحوي خمسة أسماء من أسماء الله الحسنى.
  • وروي عن رسول الله ﷺ أنه قال: “من قرأ آيةَ الكُرْسِيِّ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ لم يمنعْهُ من دخولِ الجنةِ إلا الموتُ، ومن قرأها حين يأخذُ مَضْجَعَهُ، آمنه اللهُ على دارِه ودارِ جارِه وأهلِ دُوَيْراتٍ حولَه”.

أعظم آية في الدين هي آية الدين (أطول آية في القرآن)

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ …” (سورة البقرة، الآية 282)

آية الدين أطول آية في القرآن (تجاوزت 128 كلمة)، ونظمت أحكام المعاملات والديون بشكل مفصل (التوثيق، والإشهاد، وعدم ظلم أحد الطرفين، وحفظ الحقوق، والحذر من النسيان أو الخيانة).

وأظهرت الآية كيف أن الشريعة لا تهتم فقط بالعبادات، بل تهتم بحفظ الحقوق، وتوثيقها، ومنع الخصومات.

ما أعجب أن تكون أعظم آية في “الفقه المالي” في كتاب إلهي يُنزل من فوق سبع سماوات.

آيات تُؤنس القلب

آيات ينسكب فيها لطف الله وحنانه، كأنها تهمس للقلب: “لا تخف، أنا معك”.

{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة يونس، الآية 62).

آية كأنها مناداة خاصة من الله لعباده الصالحين، أنتم في حفظي، لا تخافوا من المستقبل، ولا تحزنوا على الماضي أنتم في دائرة الأمان الإلهي، فسبحان من واسى بها القلوب.

وقوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} (سورة الشرح، الآيات 5-6)

لاحظ التكرار فيه تأكيد إلهي أن كل ضيق معه فتح، وكل كرب معه فرج، وليس بعد العسر يسر فقط، بل معه يسران، كما يقول أهل التفسير، فنجد القلوب تُطمئن عندما تعرف أن في طيَّات الألم رحمة خفيَّة تُولد.

وقوله أيضًا سبحانه وتعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (سورة الأعراف، الآية 156)

هل تشعر أن خطاياك كثيرة؟ وأن قلبك أضعف من أن يُقبل؟ اقرأ هذه الآية وابتسم، فرحمة الله أوسع من ذنوبك، ومن حزنك، ومن ضيقك، ومن كل شيء.

{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} (سورة البقرة، الآية 216)

آية ذهبية لكل قلب حزين على فوات شيء، فأحيانًا ما يُحزننا اليوم يكون سبب سعادتنا غدًا، والله يرى الصورة كاملة وأنت ترى جزءًا صغيرًا منها فقط، فتوكل على الله الذي لا ينسى عباده.

وآية {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} (سورة الطلاق، الآية 1) واحدة من أجمل آيات الأمل، فلا تدري؟ ربما الله يفتح لك أبوابًا لم تكن تحلم بها، فلا تيأس.

وقوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} (سورة الحديد، الآية 4)

أينما كنت، في غربة، في وحدة، في ضيق، فالله معك هذه وحدها تكفي لتؤنس أي قلبٍ يشعر بالوحدة.

وقوله أيضًا سبحانه وتعالى: {فَإِنِّي قَرِيبٌ} (سورة البقرة، الآية 186)

الله لم يقل فقط: “أسمع”، أو “أجيب”، بل قال: “قريب”، فهو قريب من القلب، من الدعاء، من الهمس، من الرجاء، فكم تطمئن القلوب بهذه الكلمة.

آيات تُدهش العقل وتعكس عظمة الخالق

آيات تُبهرك، وتُشعرك أنك أمام خالق لا يُحد، وأن القرآن الكريم كتاب ليس من صنع بشر.

{وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (سورة الذاريات، الآية 21)

دعوة للتأمل في أعظم معجزة بعد القرآن ألا وهي الإنسان، فكل خلية، وكل نبضة، وكل فكرة تحمل دليلاً على قدرة الله.

وقوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ…} (سورة الطلاق، الآية 12)

العقل يتوقف أمام هذا، كيف للأرض أن تكون مثل السماوات؟ هل في البنية؟ في العدد؟ في الطبقات؟ آية تفتح أبواباً للبحث والعلم لا تغلق.

وآية {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (سورة الغاشية، الآية 17)، فالإبل نموذج من مخلوقات الله، لكن وراءها دعوة كونية للتفكر في كل شيء: كيف خُلق؟ لماذا هكذا؟ من الذي أحكم صنعه؟.

آيات تُدمع العين

آيات تمس القلب، وتوقظه، وتذكِّره، وتجعله يلين بعد قسوة، ويبكي بعد جفاف.

{فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} (سورة النساء، الآية 41)

مشهد يوم القيامة، والشاهدون على كل أمة، والنبي ﷺ واقف يشهد على أمته، فتصور رسول الله ﷺ يشهد علينا، فماذا سيشهد؟، مشهد يُرعب القلب ويُبكي العين.

وقوله تعالى: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} (سورة القيامة، الآيات 27-28)

لحظة الموت عندما لا يجد الإنسان من يُنقذه، وعندما يعرف أن الرحيل قد حان، فهي آية تحطم جدار الغفلة وتُرجع الإنسان إلى رشده.

في الختام، وبعد أن قدمنا لكم أعظم آيات القرآن الكريم نجد أن آيات القرآن الكريم أعظم من أن تُحصر في كلمات أو تُحاط بوصف، فكل آية فيه نور، وكل حرف فيه هدى، وكل سورة تحمل من العجائب ما تُبهر به العقول وتُحيي به القلوب.

وقد مررنا في هذا المقال على بعض من أعظم آياته وأطولها؛ منها ما يُؤنس القلب، ومنها ما يُدهش الفكر، ومنها ما يُسكب الدمع،وكلها تشير إلى حقيقة واحدة أن هذا الكتاب ليس كلام بشر، بل خطاب ربٍّ رحيم، وعهد هداية خالد إلى يوم الدين.

فمن أراد الطمأنينة، فليأوِ إلى آياته،ومن طلب الشفاء، فليغتسل بكلماته، ومن ضلَّ الطريق، فليتَّبع نوره، فالقرآن حياة، والله تعالى قال في كتابه: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} (سورة المائدة، الآية 15)، ونسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا، وأن لا يجعلنا ممن يهجرونه وهم يملكونه بين أيديهم.

زر الذهاب إلى الأعلى
Index

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock