إعرف دينكمواضيع تعبير دينية

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾… تعرف على تفسيرها وأسرارها

استكشف أسرار آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾… تعرف على تفسيرها وأسرارها

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾، حين تضيق بك الأرض بما رحُبت، وتثقل خطاياك على قلبك، وتتساءل: “هل لي من عودة؟” تأتيك هذه الآية كصوت من السماء يخترق جدران اليأس، ويزيح ظلمة القلب، ويقول لك: “لا تيأس، لم يُغلق الباب بعد”.

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾ أعظم نداء رحمة في كتاب الله، نداء من الرحمن إلى كل مذنب، بل إلى من بالغ في الذنب، وتجاوز وتعدَّى، ثم أحسَّ بثقل الذنب ينهش روحه.

دعنا في هذا المقال نتعرف على أسرار هذه الآية العظيمة: كيف تُخاطبك شخصيًا؟ وما معنى ألا تقنط؟ وما حدود مغفرة الله التي لا تُحد؟ وكيف تتغير حياتك لو عشت تحت نور هذه الكلمات الخالدة؟
سنكشف لك المعاني الدقيقة، وننقل أقوال كبار المفسرين، ونفتح أمامك بابًا لن يُغلق إلا إن أغلقتَ قلبك أنت، فاقرأ لتعود… فالله لم يزل يناديك.

نص الآية

المحتوى :

قال تعالى:

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (سورة الزمر، الآية 53).

﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾... تعرف على تفسيرها وأسرارها
﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

بعض المعاني اللغوية لآية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

قُلْ:أمر للنبي ﷺ أن يبلغ بنفسه، وهذا تشريف للمنادَى وتنبيه على أهمية الرسالة.

يَا عِبَادِي: نداء يُشعر بالانتماء والحنان، فالله لم يقل “يا أيها الناس”، بل قال: “يا عبادي”.

الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ: أي تجاوزوا الحد في الذنوب والمعاصي، ويشمل الإسراف هنا كل صور الانحراف، من الشرك إلى الكبائر.

لَا تَقْنَطُوا: لا تيأسوا ولا تفقدوا الأمل في الرحمة.

مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ: أي من الغفران، والستر، والعفو، والإمهال، والمخرج بعد الضيق.

إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا: مطلق يشمل كل الذنوب، بشرط التوبة.

إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ: ختم الآية بتوكيد الصفتين غفور لما مضى، رحيم بما سيأتي.

السياق القرآني لآية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

وردت هذه الآية في سورة الزمر، وهي سورة تعالج قضايا التوحيد، والبعث، والتوبة، والمصير، والآيات التي سبقتها تحدثت عن جزاء الكافرين، وضلال المشركين، وعاقبة من أعرض، فجاءت هذه الآية لتفتح باب الأمل للكل، حتى من بلغ قمة الإسراف، في إشارة إلى أن النجاة لا تتعلق بالماضي، بل بما سيأتي إن رجع العبد إلى الله.

روى عدد من المفسرين أحاديث وآثارًا في سبب نزول هذه الآية، ومن أبرزها رواية ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنَّ ناسًا مِن أهْلِ الشِّرْكِ قَتَلُوا فأكْثَرُوا، وزَنَوْا فأكْثَرُوا، ثُمَّ أتَوْا مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: إنَّ الذي تَقُولُ وتَدْعُو لَحَسَنٌ، ولو تُخْبِرُنا أنَّ لِما عَمِلْنا كَفَّارَةً، فَنَزَلَ: {والذينَ لا يَدْعُونَ مع اللَّهِ إلَهًا آخَرَ ولا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ ولا يَزْنُونَ ومَن يَفْعَلْ ذلكَ يَلْقَ أثامًا} (سورة الفرقان، الآية 68) ونَزَلَ {يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا علَى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَحْمَةِ اللَّهِ} (سورة الزمر، الآية 53). (أخرجه البخاري في صحيحه تعليقًا، ووصله الطبري (ج 21 / 16)، وابن أبي حاتم)

ويعني هذا الحديث أن هذه الآية نزلت في أناس أسرفوا على أنفسهم بالذنوب، وظنوا أن الله لا يغفر لهم مهما تابوا، فأنزل الله هذه الآية لتكون باب أمل لكل مذنب وتوبة لكل عاصٍ.

كما قيل أنها ليست خاصة بالكفار فقط، بل تشمل أيضًا المسلمين الذين ارتكبوا كبائر ثم ندموا وخافوا من ألا تُقبل توبتهم.

أقوال بعض العلماء في تفسير آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

قال الإمام الطبري رحمة الله عليه: “يقول الله لنبيه محمد ﷺ: قل يا محمد لهؤلاء العباد الذين أسرفوا على أنفسهم في ارتكاب المعاصي، لا تيأسوا من رحمة الله، فإن الله يغفر الذنوب جميعًا، إذا تابوا منها، ورجعوا إلى طاعته”، وذكر الطبري أن جمهور أهل العلم على أن هذه الآية في التائبين، وأنها أرجى آية في كتاب الله.

وقال الإمام القرطبي في تفسيره: “قال علماؤنا: هذه أرجى آية في كتاب الله تعالى، عمَّت جميع الذنوب من كفر وشرك، وقتل النفس، وغير ذلك، فشرط التوبة”، وأشار إلى أن هذه الآية جمعت العدل والرحمة في آنٍ واحد عدل في الحساب لمن أصر، ورحمة واسعة للتائب مهما بلغ ذنبه.

أما الإمام ابن كثير قال في تفسيره: “هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها ، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر . ولا يصح حمل هذه [ الآية ] على غير توبة ; لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه”

هل تُغفر كل الذنوب فعلًا بناءًا على هذه الآية؟

نعم، تُغفَر كل الذنوب فعلًا بناءً على هذه الآية العظيمة، ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾، ولكن بشرط صدق التوبة والرجوع إلى الله.

الدلالة القطعية من الآية قال الله تعالى “إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا”، فجاءت كلمة “جميعًا” منصوبة على الإطلاق، وهي أقوى ما يُستخدم في اللغة العربية للدلالة على الشمول، ولم يقل عز وجل: “بعض الذنوب” أو “الذنوب الصغيرة”، بل قال: “جميعًا”، أي لا يستثني ذنبًا طالما تاب العبد.
و ختم الآية بصفتين توكيديَّتين في قوله عز وجل “إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ” الغفور لما مضى، والرحيم لما هو آتٍ.

لكن، هل حتى الشرك يُغفر؟، نعم، إذا تاب صاحبه قبل الموت، فإن الله يغفره، والدليل قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ﴾ (سورة الأنفال، الآية 38)، أي لو تاب المشرك والكافر وأسلم، غُفر له كل ما سبق، أما من مات مشركًا، فإنه لا يُغفر له كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ (سورة النساء، الآية 48).

وتدل الآية قطعًا على أن كل الذنوب تُغفر الشرك بالله، والقتل، والزنا، والكذب، والكبائر، والصغائر…، الشرط الوحيد أن تكون التوبة صادقة قبل فوات الأوان (أي قبل الموت أو طلوع الشمس من مغربها)، والآية باب رحمة مفتوح لكل من ظن أن الذنب أكبر من المغفرة، فمهما عَظُم الذنب، فإن رحمة الله أعظم.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: قال اللهُ تعالى : يا ابنَ آدمَ  إِنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على ما كان فيكَ ولا أُبالِي يا ابنَ آدمَ ! لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لكَ، ولا أُبالِي، يا ابنَ آدمَ  لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأرضِ خطَايا ثُمَّ لَقِيْتَني لاتُشْرِكْ بِيْ شَيْئًَا لأتيْتُكَ بِقِرَابِها مَغْفِرَةً” (رواه الترمذي).

أسرار ربانية في آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾

  • جاء الخطاب موجهًا للنبي ﷺ ليبلِّغ بنفسه الرسالة، وذلك إشارة إلى أن النبي ﷺ هو رسول الرحمة، وأنَّ أصل الرسالة هو أن لا ييأس أحد من رحمة الله.
  • النداء بكلمة “يا عبادي” رغم الإسراف، حتى المذنب باقٍ في عبوديته، ما دام لم يُجاهر أو يستكبر أو يُصر.

  • إطلاق الغفران في “يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا”، ليشمل السر والعلن، الصغير والكبير، الماضي كله.

  • ختم الآية بصفتي الغفران والرحمة، لتأكيد أن الله يعفو عمَّا مضى، ويُكرم فيما هو آتٍ، رحمة بعد مغفرة.

ماذا بعد أن عرفت الرسالة من آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾؟

بعد أن فهمت الرسالة من هذه الآية يتوجب عليك فعل الآتي:

  • أن لا تيأس أبدًا مهما عظُم ذنبك.

  • ابدأ بصدق التوبة الآن دون تأجيل.

  • يجب عليك أن تحسن الظن بالله، وتُكثر من قول: “ربِّ اغفر لي، وتب عليَّ، إنك أنت التواب الرحيم.”

  • أن تُدرك أن التوبة ليست قولًا فحسب، بل رجوع كامل في النية والعمل.

  • وأن تكون رسول أمل لكل مذنب، تنقل له هذه الآية، وتطمئنه أن الرحمة أقرب من أن يتصور.

كيف تخاطبك آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ شخصيًا؟

حين يخاطب الله عباده بهذه الطريقة الحنونة، “يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا“، فهو يعلِّمنا أن العلاقة بين العبد وربه لا تُقطع بالذنب، بل تُصلح بالتوبة، وفي هذا الخطاب مستوى عالي من اللطف والرحمة؛ فالله لم يقل “يا أيها المذنبون”، بل قال: “يا عبادي”، أي ما زالوا في دائرة المحبة والرعاية، ولم يقل: “يا عبادي الذين أذنبوا”، بل “أسرفوا”، أي بالغوا في الذنوب، ومع ذلك لم يُقصِهم، بل دعاهم، وهذا خطاب لا يُوجَّه إلا من رب كريم يعلم ضعفك، لكنه يفتح لك الباب: “فادخله”.

الفرق بين القنوط واليأس، ولماذا نهى الله عنهما؟

القنوط هو فقدان الأمل في رحمة الله، مع شعور داخلي أن المغفرة بعيدة، أما اليأس أشد منه، وهو انقطاع القلب كليًا عن الرجاء، وقد جاء النهي عنهما صريحًا في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ (سورة يوسف، الآية 87)، فالآية في الزمر لا تنهى فقط، بل تبشِّر وتشجِّع وتحتوي؛ لأن القنوط ليس خطأ نفسيًا فقط، بل ذنب عقدي يسيء الظن بالله.

آثار آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ على العبد المذنب عند سماعها أو قراءتها

  • تزيل عنك عقدة الذنب الثقيلة، تمنحك طمأنينة أن العودة ممكنة.

  • تُعيد ترتيب العلاقة بينك وبين الله على أساس الرجاء، وتفتح لك باب محبة الله من جديد.

  • تدفعك للوضوء فورًا، والصلاة، والعودة للطاعات، وتوقظ فيك الاستحياء من الله، فتقلع عن الذنب من تلقاء نفسك.

التوبة الحقيقية كما بيَّنها العلماء

قال الإمام النووي في “رياض الصالحين”: “التوبة واجبة من كل ذنب، ولها ثلاثة شروط: الإقلاع، والندم، والعزم على عدم العودة، فإن تعلقت بحق آدمي زاد شرط رابع: رد الحق أو استحلاله”، وبذلك قولنا “الله غفور” لا يعني التساهل، بل يعني أن باب الرجوع مفتوح، بشرط صدق النية والعمل.

انتبه

🔹من أخطر ما يفعله الشيطان مع الإنسان:

  • أن يُقنعه أن ذنبه لا يُغفر.

  • أن يجعله يظن أن الله غاضب عليه لدرجة لا تقبل التوبة.

  • أن يُلبِّس عليه، فيجعله يقول: “سأتوب لاحقًا”، فيؤخر التوبة حتى يفوت الأوان.

وتظهر هنا عظمة هذه الآية، لأنها تُحبط مخططات الشيطان كلها، وتُحيي النفس التي يئست.

🔹 من لوازم هذه الآية أن تُحسن الظن بالله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: “أنا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بي، وأنا معهُ إذا ذَكَرَنِي، فإنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وإنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ منهمْ، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِراعًا، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِراعًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ باعًا، وإنْ أتانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً” (رواه البخاري)، فمن ظن أن الله لن يغفر له، فقد ظنَّ به ظن السوء، ومن قال: “ربي كريم، سيقبلني”، فليُبشر.

كيف تبني حياتك كلها على نور هذه الآية؟

  • اجعل هذه الآية جزءًا من وردك اليومي.

  • إذا أذنبت، فارجع فورًا، ولا تسمح للشيطان أن يوسوس لك أن الله لن يقبلك.

  • ارفق بنفسك، فالله لم يخلقك لتُعذَّب، بل لتتوب وتُطهَّر وتعود.

  • تذكَّر دائمًا أن الجنة ليست للكاملين، بل للتائبين الصادقين.

  • قل لنفسك دائمًا عند كل خطأ: ﴿لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ﴾.

في الختام، نجد أن آية ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ﴾ ليست دعوة للتوبة فقط، بل هي تغيير جذري في علاقة الإنسان بربه، كما أنها بيان واضح أن من أسمائه عز وجل “الغفور”، “الرحيم”، وأنه سبحانه وتعالى يريد منك الرجوع، لا الهلاك، فلا تحرم نفسك من أجمل أبواب السماء باب التوبة، واعلم أن كلما قرأت هذه الآية، فإن الله يخاطبك الآن، يقول لك: “ارجع إليَّ وإن أسرفت، فبابي مفتوح، وأنا أقرب إليك مما تظن”.

اللهم يا واسع المغفرة، ويا عظيم الرحمة، إنا نسألك توبة لا ننتكس بعدها، ومغفرة تمحو بها ما مضى من خطايانا، ورجوعًا إليك خالصًا لا يعقبه ذنب، واجعلنا ممن تشملهم رحمتك التي وسعت كل شيء، واغفر لنا إسرافنا في أمرنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

المصدر

1

زر الذهاب إلى الأعلى
المحتوى :
Index

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock