إعرف دينكعبادات

ما شروط صحة صلاة الجمعة؟

تعرف على شروط صحة صلاة الجمعة

Spread the love
ما شروط صحة صلاة الجمعة؟

شروط صحة صلاة الجمعة، الحمد لله الذي جعل يوم الجمعة عيدًا أسبوعيًا للمسلمين، وفضل صلاة الجمعة على سائر الصلوات، وجعلها من شعائر الإسلام الظاهرة التي يجتمع فيها أهل الإيمان على الذكر والدعاء وسماع الموعظة، فتطهر بها القلوب، وتستنير بها العقول، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

سنتعرف في هذا المقال على شروط صحة صلاة الجمعة، وما المقصود بها، ولن ننسى توضيح الفرق بين شروط وجوب صلاة الجمعة وشروط صحتها، فتابعوا معنا القراءة.

ما المقصود بصلاة الجمعة؟

صلاة الجمعة هي صلاة جماعية أسبوعية تُقام ظهر يوم الجمعة، وتشتمل على خطبتين وصلاة ركعتين، وتُعد فرض عين على كل مسلم تتوفر فيه شروط الوجوب.

قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ” [سورة الجمعة، الآية 9].

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلاَّ أربعةً عبدٌ مملوكٌ أوِ امرأةٌ أو صبيٌّ أو مريضٌ” (رواه أبو داود وصححه الألباني).

حكم صلاة الجمعة

صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم مكلف غير معذور، بالإجماع، فعن عبدالله بن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما: أنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَليه وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَى أعْوادِ مِنْبَرِهِ: “لَيَنْتَهِينَّ أَقْوامٌ عَن وَدْعِهِمُ الجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ” (رواه مسلم).

وقد أجمع العلماء على أنها فرض عين على كل مسلم تتوفر فيه الشروط، لا تسقط إلا بعذر، ومن تركها تهاونًا وقع في الإثم الشديد.

الفرق بين شروط وجوب صلاة الجمعة وشروط صحة صلاة الجمعة

قبل الحديث عن شروط صحة الجمعة من المهم التفريق بين نوعين من الشروط:

  • شروط الوجوب: وهي الشروط التي تجعل الصلاة فرضًا على المسلم.
  • أما شروط صحة صلاة الجمعة : هي الشروط التي لا تصح الصلاة إلا بتوفرها.

وقد تتفق بعض الشروط بين النوعين، وتختلف أخرى، كما سنفصل.

شروط صحة صلاة الجمعة

دخول الوقت

لا تصح صلاة الجمعة إلا إذا أُقيمت بعد زوال الشمس، وهو وقت صلاة الظهر، فإذا صُلِّيت قبل الزوال لم تصح، وقال الإمام النووي في “المجموع”: “اتفق العلماء على أن الجمعة لا تصح إلا في وقت الظهر”.

ودليل ذلك حديث أنس رضي الله عنه: “كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَسَلَّم يُصلِّي الجُمعَةَ حِين تَمِيلُ الشَّمسُ” (رواه البخاري).

الخطبتان

لا تصح الجمعة بدون خطبتين يسبقان الصلاة، ويجب أن تحتوي كل خطبة على حمد الله، والصلاة على النبي، والوصية بتقوى الله، وتلاوة آية من القرآن، كما يجب الجلوس بين الخطبتين.

قال ابن القيم: “كان ﷺ يخطب قائماً، ثم يجلس جلسة خفيفة، ثم يقوم فيخطب الخطبة الثانية”.

الجماعة

لا تُصلى الجمعة فرادى، بل لا بد من جماعة، وذلك أمر متفق عليه، لكن اختلف العلماء في الحد الأدنى للعدد على أقوال:

  • لدى الشافعية والحنابلة يُشترط حضور أربعين رجلاً من أهل الوجوب إلى جانب الإمام.

  • عند المالكية يكفي اثنا عشر رجلاً غير الإمام.

  • أما الحنفية، فتجوز بها الإمام وثلاثة من الأمة بشرط أن يكونوا من أهل المصر.

والجمهور يرى أن ما يكفي “جماعة عرفًا”.

المكان المستقر (المصر أو البلدة)

يُشترط أن تُقام صلاة الجمعة في بلد مستقر، كمدينة أو قرية، لا في الصحراء أو البوادي، وقال الإمام الشافعي في “الأم”: “ولا تقام الجمعة إلا في المصر، لا في القرى المتنقلة”.

ولا تصح الجمعة في البيت أو في مكان براج أو خيم متنقلة، بل في مسجد مبنٍ، يكون معتمدًا عرفًا من أهل البلد، ويُعد جامعًا وحيدًا إن لم تكن هناك ضرورة لتعدد المساجد، ويكون قريبًا من البلد بحيث يصل دخانها إليه.

أن تكون بإمام وخطيب

يُشترط أن يكون لصلاة الجمعة إمام يؤم الصلاة، وخطيب يُلقي الخطبتين، والأفضل أن يكون الخطيب هو نفسه الإمام، وأن يكون مقيماً في البلد أو مسافرًا نوى الإقامة أربعة أيام على الأقل لضمان الثبات على التكليف، وإلا فصلاة الإمام غير خطيب لا تصح إلا عند منع تنصله الشرعي مثل المرض أو المصاعب الطارئة.

النية

يجب على المصلِّي أن ينوي صلاة الجمعة تحديدًا، لا أنها صلاة ظهر، ومن فاتته الجمعة، وجب عليه أن يصلي الظهر أربع ركعات.

وإن دخل الصلِّي بعد انقضاء الخطبة أو الركعة الأولى أو الثانية، فمن أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الصلاة ويتمها، وإن أدرك التشهد فقط فلا تُحتسب الجمعة، بل يُصلي الظهر أربعًا كاملاً.

عدم التعدد بلا حاجة

لا تصح تعدد الجمعة في البلد الواحد دون حاجة كضيق المساجد، وإذا أمكن اجتماع الناس في جامع واحد لم تصح الجمعة في غيره.

الجهر بالقراءة

السنة أن يُجهر الإمام بالقراءة في ركعتي الجمعة مثل سورة “الجمعة” و”المنافقون” وغيرها من السور، وهي سنة مؤكدة، وصلاة غير الجهر فيها لا تبطل لكنها مخالفة للسنة.

شروط وجوب الجمعة (لمن تجب؟)

  •  الإسلام، فلا تجب على غير المسلم.
  • البلوغ والعقل، فلا تجب على الصبي أو المجنون لكنها تصح من المميز للتعوُّد.
  • أن يكون المصلِّي ذكرًا، فلا تجب على النساء، لكن إن حضرن فصلاتهن صحيحة.
  • الإقامة، فلا تجب على المسافر.
  • الحرية، فلا تجب على العبد.
  • القدرة، فمن كان مريضًا أو يخشى ضررًا سقطت عنه الجمعة.

هل تصح صلاة الجمعة في البيت؟

لا تصح صلاة الجمعة في البيت باتفاق الفقهاء، فالجمعة لا تصح إلا في مسجد جامع أو مكان عام يتيح إقامة الجماعة والخطبة.

ماذا يفعل من فاته وقت الجمعة؟

من لم يدرك الخطبتين أو الصلاة وجب عليه أن يصلي الظهر أربع ركعات، أما من أدرك ركعة مع الإمام فقد أدرك الجمعة، والنبي ﷺ قال: “مَنْ أدركَ ركعةً منْ صلاةٍ معَ الإمامِ فقدْ أدركَ الصلاةَ” (رواه مسلم).

الفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الظهر

  • الجمعة ركعتان فقط، والظهر أربع ركعات.
  • الجمعة تُسبق بخطبتين، أما الظهر فلا خطبة لها.
  • الإمام في الجمعة يجهر بالقراءة، أما في الظهر فيُسر بها.
  • الجمعة لا تصح إلا بجماعة، أما الظهر فتصح فرادى.
  • الجمعة فرض عين على من توفرت فيه شروط الوجوب، أما الظهر فهي الأصل في ذلك الوقت.
  • لا يصح أن ينوي الجمعة ويصلي ظهرًا أو العكس.

سنن وآداب يوم الجمعة

من المستحب أن يحرص المسلم على أداء السنن الواردة عن النبي ﷺ يوم الجمعة، ومنها:

  • الاغتسال لحديث النبي ﷺ “غُسلُ يومِ الجمعةِ واجبٌ على كلِّ محتلِمٍ كغُسلِ الجَنابةِ” (متفق عليه).
  • التبكير إلى المسجد، فكلما بكر المسلم كان له أجر أعظم.
  • لبس أحسن الثياب والتطيب لقول النبي ﷺ: “لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ، ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطَاعَ مِن طُهْرٍ، ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ، أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذَا تَكَلَّمَ الإمَامُ، إلَّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى” (رواه أحمد).
  • قراءة سورة الكهف لما ورد في فضلها عن النبي ﷺ “من قرأ سورةَ الكهفِ  فِي يَومِ الجُمعَةِ أَضَاءَ لَه مِن النُّورِ مَا بَين الجمُعَتَين” (حديث صحيح).
  • الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، حيث قال النبي ﷺ: “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه” (رواه أبو داود).
  • الدعاء في الساعة الأخيرة، ففيها ساعة استجابة، قيل إنها آخر ساعة بعد العصر.

في الختام، بعد أن تعرفنا على شروط صحة صلاة الجمعة نجد أن صلاة الجمعة شعيرة كبرى من شعائر الإسلام لا تصح إلا بشروط فقهية محددة صيغت بدقة على ألسنة العلماء، ودُعمت بأدلة القرآن والسنة، والمسلم الحريص على دينه لا يرضى أن يُفرط فيها، ولا أن يُصليها دون التحقق من شروطها، فلتكن صلاة الجمعة موعدًا لتجديد العهد مع الله حضورًا وخشوعًا واتباعًا للسنة.

اللهم اجعلنا من المقيمين للصلاة، وأعنا على طاعتك، واجعل يوم الجمعة شاهدًا لنا لا علينا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المصدر

1

زر الذهاب إلى الأعلى
Index