قصة مريم في القرآن عليها السلام
تعتبر قصة مريم في القرآن واحدة من أروع القصص التي تناولها القرآن الكريم، والتي تحمل معاني الإيمان والصبر والتسليم الكامل لأمر الله. من هي مريم التي كرّمها القرآن بهذه المكانة؟ وما سر هذا التكريم الإلهي؟
مولد مريم ونشأتها
تبدأ قصة مريم في القرآن الكريم مع ولادتها، فقد نذرتها أمها لخدمة بيت الله، فورد في سورة آل عمران: “إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا”. وهكذا كانت مريم منذ مولدها مثالاً للطهارة والنقاء.
مريم في كفالة زكريا
نشأت مريم تحت رعاية النبي زكريا عليه السلام، بعد أن اصطفاها الله من بين نساء العالمين. يقول تعالى: “وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا”، وكانت عبادتها وتقواها ظاهرة لكل من حولها.
معجزات في المحراب
تميزت قصة مريم في القرآن بالعديد من المعجزات، أبرزها حين كان يجد زكريا لديها رزقًا من الله دون سبب ظاهر، فكان يسألها: “أَنَّى لَكِ هَذَا؟” فتجيبه بيقين المؤمن: “هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ”.
بشرى الملائكة لمريم
تتجلى عظمة قصة مريم في القرآن في لحظة تبشير الملائكة لها باصطفاء الله لها، فقال تعالى: “وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ”.
الحوار بين مريم والملك
تضمن القرآن الكريم الحوار المؤثر بين مريم والملك جبريل حين بشرها بعيسى عليه السلام. قالت بدهشة واستغراب: “أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ”. ليأتي الجواب مطمئنًا: “كَذَٰلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ”.
ميلاد عيسى عليه السلام
تمثل ولادة عيسى بن مريم حدثًا استثنائيًا في قصة مريم في القرآن، حيث شاء الله أن يولد من أم دون أب ليكون آية للبشرية.
لحظات الميلاد الصعبة
مرت مريم بلحظات عصيبة أثناء الولادة، إذ كانت وحيدة تحت جذع النخلة، فخاطبتها الملائكة بأمر الله: “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا”.
معجزة نطق عيسى في المهد
برزت معجزة عظيمة في قصة مريم في القرآن، حين تكلم عيسى في المهد ليدافع عن أمه الطاهرة، فقال: “إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا”.
مريم نموذج الصبر والتقوى
تجسد قصة مريم في القرآن نموذجًا يحتذى به في الصبر والثقة بالله، حيث تحملت المواقف الصعبة بصبر واحتساب.
مواجهة قومها
تعرضت مريم لاختبار قاسٍ حين واجهت اتهامات قومها، لكنها بقوة إيمانها، التزمت أمر الله بعدم الكلام، مشيرةً إلى طفلها الذي أنطقه الله فكان آية بينة.
فضل الله على مريم
فضل الله على مريم كان كبيرًا وعظيمًا، فقد ذكرت في القرآن الكريم مرات عديدة تقديرًا وتكريمًا، واعتبرها الله مثالاً للطهارة والاصطفاء بين النساء.
الدروس المستفادة من قصة مريم في القرآن
تحتوي قصة مريم في القرآن على دروس كثيرة يستفيد منها المؤمنون في كل زمان ومكان:
- الصبر على الابتلاءات.
- الثقة التامة في قدرة الله ورحمته.
- الإيمان بأن الله قادر على خلق المعجزات.
قيمة المرأة في الإسلام
تؤكد قصة مريم في القرآن مكانة المرأة وكرامتها في الإسلام، إذ خصص الله لها سورة كاملة تحمل اسمها تكريمًا وتعظيمًا.
مريم وعيسى في العقيدة الإسلامية
تؤكد قصة مريم في القرآن على الطبيعة البشرية للنبي عيسى عليه السلام، وتوضح بجلاء أنه بشر رسول من الله.
تأملات في سورة مريم
تخصص سورة مريم حيزًا كبيرًا للحديث عن قصة مريم في القرآن، وتبرز خصائصها ومعاناتها وقوة إيمانها، وتقدم هذه السورة ملامح واضحة عن حياة هذه السيدة الجليلة.
الدعاء والتضرع
تتميز قصة مريم في سورة مريم بكثرة الدعاء والتضرع، ما يعكس عمق العلاقة الروحية بين مريم وربها، ويوضح لنا أهمية الدعاء في حياة المؤمن.
الترابط بين الرسل
تربط سورة مريم بين قصة مريم وقصص عدد من الأنبياء الآخرين، ما يؤكد على وحدة الرسالة السماوية وأهميتها في نشر الفضيلة والأخلاق بين الناس.
الخاتمة
إن قصة مريم في القرآن تعد من أعظم القصص التي وردت في كتاب الله، وتحمل في طياتها دروسًا عميقة وحكمًا بالغة تفيد المسلمين في جميع العصور. فعلى المؤمن أن يستلهم منها الصبر والتقوى والثبات على الحق، متذكرًا دومًا قول الله تعالى: “يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ”.
المراجع
