أسرار اسم الله الحسيب وفوائده وأثره في حياة المسلم (أسماء الله الحسنى)
تعرف على اسم الله الحسيب
حين يتأمل القلب في أسماء الله الحسنى، يجد فيها بحارًا من المعاني التي تُحيي الروح وتطمئن النفس، وتفتح أمام العبد آفاقًا من الإيمان العميق واليقين الراسخ، ومن هذه الأسماء الجليلة التي تشع بالطمأنينة ويغمر نورها حياة المؤمن: اسم الله الحسيب.
إنه الاسم الذي يجمع بين معنى الكفاية ومعنى الحساب، فيشعر المسلم أن ربه كافيه من كل همّ، وحسيبه على كل عمل، فما أعظم هذا الاسم، وما أعمق أثره حين يستقر في القلب ويصبح منهج حياة!.
معنى اسم الله الحسيب
اسم الله الحسيب في اللغة مأخوذ من مادة “حسب”، وهي تدور حول العد والتقدير والاعتماد والكفاية، ويقال: “حسبه الشيء” أي كفاه، كما يقال: “فلان حسيب” أي ذو شرف ومكانة.
أما اسم الله الحسيب في الاصطلاح يعني في حق الله تعالى الكافي لعباده الذي يكفي من توكل عليه ويغنيه عن كل ما سواه، والمحاسِب لعباده الذي يحصي أعمالهم صغيرها وكبيرها ويجزيهم عليها يوم القيامة عدلاً وفضلاً، فنجد أن اسم الله الحسيب يجمع بين كمال الكفاية وكمال الحساب.
كم مرة ورد اسم الله الحسيب في القرآن
ورد اسم الله الحسيب صريحًا في القرآن الكريم ثلاث مرات، كلها متعلقة بصفات الله تعالى:
*سورة النساء – الآية 6: ﴿وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا ۚ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ ۖ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ ۚ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.
يظهر اسم الله الحسيب في هذه الآية ليؤكد أن الله هو الكفيل بمحاسبة الأوصياء والولاة، فلا يظنن أحد أن حقوق اليتامى تضيع بلا حساب.
*سورة النساء – الآية 86: ﴿وإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا﴾.
جاء اسم الله الحسيب في هذه الآية لبيان أن الله مطَّلع على كل شيء حتى أدق التحايا وردودها، وهو الذي يحاسب عليها.
*سورة الأحزاب – الآية 39﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾.
جاءت هذه الآية خطاب للرسل والدعاة أن الله وحده هو الحسيب لهم، يكفيهم ويحاسبهم، فلا يبالون بمن خالفهم أو عاداهم.