أسئلةإعرف دينك

ما هي أنواع صلاة التطوع؟

تعرف على ما ما هي أنواع صلاة التطوع

ما هي أنواع صلاة التطوع؟

أنواع صلاة التطوع، في حياة المسلم هناك لحظات يريد أن يتقرَّب فيها إلى الله بشيء فوق الفريضة، بل إن القلوب المحبة لا تكتفي بالحدود الواجبة فقط، فهي تطمح للمزيد من القرب، وللمزيد من الخشوع، وللمزيد من الحُب، وهنا تأتي صلاة التطوع لتكون بابًا عظيمًا مفتوحًا في وجه كل عبد يريد أن يزداد من الخير، ويقترب من الله أكثر.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: ” يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَك وَتَعَالى: ما تقرَّبَ إليَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَفضَل مَن أَدَاءِ مَا افتَرضتُ عَليْهِ، وَمَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ عَبدِي إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحبَّهُ، فَإِذَا أَحبَّبتُهُ كُنتُ سَمعَهُ الَّذِي يَسمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبطِشُ بِهَا، وَلَئِن سَأَلَنِي لَأَعطَينَّهُ، وَلَئِن دَعَانِي لَأَجِيبَنَّه، وَلَئِن استَعَاذَنِي لَأَعِيذنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدتُ عَن شَيءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَن نَفسِ المُؤمِنِ، يَكرَهُ المُوتَ وَأَكرَهُ مَساءتَهُ” (رواه البخاري).

أي حب أعظم من حب الله؟ وأي طريق إليه أعظم من السجود له طوعًا بعد الفرائض؟، فتعال نفتح معًا أبواب صلاة التطوع بابًا بابًا، نتأمل في أنواعها، فضلها، كيفيتها، وأفضل أوقاتها.

ما هي أنواع صلاة التطوع؟
أنواع صلاة التطوع

ما هي صلاة التطوع؟

صلاة التطوع أو النافلة هي كل صلاة يُتقرَّب بها إلى الله تعالى ولم تكن فرضًا واجبًا، فهي زائدة على الصلوات الخمس المفروضة، ويُثاب فاعلها ولا يُؤثم تاركها، لكنها باب عظيم للأجر وسبب في محبة الله للعبد، ويُؤديها المسلم طواعية دون إلزام، رغبة في الأجر وابتغاء مرضاة الله، وترفع درجاته عند الله وتُكمل نقص الفريضة.

عن أبي هريرة رضي الله قال: سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: “إنَّ أولَ ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ من عملِه صلاتُه، فإن صَلُحَتْ فقد أَفْلَحَ وأَنْجَح ، وإن فَسَدَتْ فقد خاب وخَسِرَ، فإن انْتَقَص من فريضتِه شيئًا ، قال الربُّ تبارك وتعالى : انْظُروا هل لعَبْدِي من تَطَوُّعٍ فيُكَمِّلُ بها ما انتَقَص من الفريضةِ، ثم يكونُ سائرُ عملِه على ذلك” (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

أنواع صلاة التطوع

تنقسم صلاة التطوع إلى قسمين رئيسيين بحسب علاقتها بالوقت أو السبب:

النوافل المُطلقة

هي الصلوات التي لا تتقيد بسبب معين، بل يُصلِّيها المسلم في أي وقت من أوقات الجواز (أي ما عدا أوقات النهي).

ويكون وقتها من طلوع الفجر الثاني حتى ما قبل طلوع الشمس، ومن بعد ارتفاع الشمس، وطوال اليوم والليل، ما عدا بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس، وبعد صلاة العصر حتى غروب الشمس.

ومن أمثلتها:

  • قيام الليل (التهجد).

  • صلاة الضحى.

  • أي ركعتين تطوعًا في غير وقت مخصص.

  • صلاة الوتر .

النوافل المُقيَّدة

وهي الصلوات التي لا تُشرع إلا عند وجود سبب معين أو في وقت محدد، وهي كثيرة ومنظمة في السنة النبوية.

ومن أمثلتها:

  • السنن الرواتب المرتبطة بالصلوات المفروضة.

  • صلاة التوبة (بعد الذنب).

  • صلاة الاستخارة (عند التردد).

  • صلاة الحاجة.

  • تحية المسجد.

  • ركعتي الطواف.

  • صلاة الكسوف والخسوف.

  • صلاة العيدين.

  • صلاة الاستسقاء.

أنواع صلاة التطوع بالتفصيل

الرواتب

هي صلاة تطوع مؤكدة، وكان النبي ﷺ يحافظ عليها باستمرار، وتُعرف بـالسنن الرواتب، كما أنها متعلقة بالصلوات الخمس المفروضة.

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: صَلَّيْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وسَجْدَتَيْنِ بَعْدَ الجُمُعَةِ” (رواه البخاري ومسلم).

أي أن السنن الرواتب تكون:

  • ركعتان قبل الفجر.

  • أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها.

  • ركعتان بعد المغرب.

  • ركعتان بعد العشاء.

وعن أم حبيبة رضي الله عنها، أن رسول الله ﷺ قال: “من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار” (رواه مسلم)، وجاء عنها أيضًا رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: “من صلَّى في يومٍ وليلةٍ اثنتي عشْرَةَ ركعةً تطوعًا غيرَ فريضةٍ بنى اللهُ له بيتًا في الجنَّةِ” (رواه مسلم)، فأي فضل أعظم من العتق من النار وبيت في الجنة؟.

صلاة قيام الليل (التهجد)

هي من أعظم أنواع صلاة التطوع، وعبادة الخاشعين، ورفعة المتقين، والله تعالى يقول: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا﴾ (سورة الإسراء، الآية 79).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “أفضلُ الصلاةِ بعدَ الفريضةِ صلاةُ الليلِ” (رواه مسلم).

صلاة الليل يكون وقتها من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، وأفضله في الثلث الأخير من الليل، وكان النبي ﷺ يصليها إحدى عشرة ركعة، يُطيل فيها القيام والركوع والسجود، ويختمها بالوتر.

صلاة الوتر

هي ختام صلوات الليل، وسنة مؤكدة عن النبي ﷺ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا” (رواه البخاري ومسلم).

صلاة الوتر يمكن أن تكون ركعة واحدة، أو ثلاث، أو خمس، حسب ما تيسر للمسلم، وأدناها ركعة واحدة فقط، ويكون وقتها من بعد العشاء حتى طلوع الفجر، لكن الأفضل أن تكون في آخر الليل لمن يقدر.

صلاة الضحى

تُصلَّى بعد طلوع الشمس وارتفاعها (بعد ربع ساعة من الشروق) حتى قبيل أذان الظهر، وعن أبي ذر الغفاري أن النبي ﷺ قال: “يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى” (رواه مسلم).

صلاة الضحى أقلها ركعتان، وأكثرها ثماني أو اثنتا عشرة، كما ورد عن بعض الصحابة، وهي سنة مؤكدة، وتُسمى أيضًا صلاة الأوابين.

صلاة التوبة

إذا أذنب العبد ذنبًا ثم تاب، يستحب له أن يُصلي ركعتين توبةً لله، فعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: “ما من عبدٍ يُذنبُ ذنبًا ثم يتطهرُ فيحسنُ الطهورَ ، ثم يصلِّي ركعتين ثم يتوبُ للَّهِ من ذنبِه ، إلا تاب اللهُ عليهِ” (رواه أبو داود وصححه الألباني).

صلاة الحاجة

إذا ضاق الأمر واحتاج العبد إلى تفريج هم أو قضاء أمر، فيُستحب أن يصلي ركعتين، ويدعو الله بعدهما.

صلاة الاستخارة

صلاة الاستخارة تكون لكل أمر مهم في الحياة ويكون المسلم متردد في اتخاذ القرار بشأنه كالزواج، والعمل، والسفر، وكان النبي ﷺ يعلم الصحابة الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن.

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعلِّمُنا الاستخارةَ كما يُعلِّمُنا السُّورةَ مِن القُرآنِ يقولُ : “إذا هَمَّ أحَدُكم بالأمرِ فلْيركَعْ ركعتَيْنِ مِن غيرِ الفريضةِ ثمَّ لْيقُلِ : اللَّهمَّ إنِّي أستخيرُكَ بعِلْمِكَ وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ وأسأَلُكَ مِن فضلِكَ العظيمِ فإنَّكَ تقدِرُ ولا أقدِرُ وتعلَمُ ولا أعلَمُ وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ اللَّهمَّ فإنْ كُنْتَ تعلَمُ هذا الأمرَ – يُسمِّيه بعَينِه – خيرًا لي في دِيني ومَعاشي وعاقبةِ أمري فقدِّرْه لي ويسِّرْه لي وبارِكْ فيه وإنْ كان شرًّا لي في دِيني ومَعادي ومَعاشي وعاقبةِ أمري فاصرِفْه عنِّي واصرِفْني عنه وقدِّرْ لي الخيرَ حيثُ كان ورضِّني به” (رواه البخاري).

صلاة الكسوف والخسوف

صلاة خاصة عند كسوف الشمس أو خسوف القمر، وهي سنة مؤكدة عند وقوع الظاهرة، وفيها يُصلى المسلم ركعتين، وكل ركعة فيها بقيامين وقراءتين وركوعين وسجودين، وتكون في المسجد جماعة.

عن  أبو بكرة وأبو مسعود وعبدالله بن عمر والمغيرة بن شعبة أن النبي ﷺ قال: “إنَّ الشمسَ و القمرَ لا يَنكَسِفان لموتِ أحدٍ و لا لحياتِه ، و لكنهما آيتانِ من آيات اللهِ ، يخوِّفُ اللهُ بهما عبادَه ، فإذا رأيتُم ذلك ، فصلُّوا و ادعُوا حتى ينكشِفَ ما بكم” (رواه البخاري ومسلم).

صلاة التراويح 

صلاة التراويح هي صلاة قيام رمضان، وتُصلَّى جماعة في المساجد، وهي سنة مؤكدة عن النبي ﷺ سواء للرجال أو النساء، وسُئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن كيفية صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقالت: “ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا، فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً”.

صلاة العيدين

صلاة العيدين سنة مؤكدة، بل أمر بها النبي ﷺ الرجال والنساء، حتى الحائضات يشهدن الخير والدعاء.

تحية المسجد

عن أبو قتادة الحارث بن ربعي أن النبي ﷺ قال: “إذا دخل أحدكم المسجد، فلا يجلس حتى يُصلي ركعتين” (متفق عليه).

ويكون وقت صلاة تحية المسجد عند دخول المسجد في أي وقت غير مكروه، ويكون المُصلى على وضوء.

صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء صلاة مخصوصة يُقيمها المسلمون طلبًا للمطر من الله تعالى، إذا انحبس الغيث وجفَّ الزرع وأصاب الناس القحط، وهي سنة مؤكدة عند الحاجة، ثابتة عن النبي ﷺ وأصحابه.

تُصلى صلاة الاستسقاء في أي وقت من النهار بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي مثل وقت صلاة العيد (بعد حوالي 15-20 دقيقة من الشروق)، ولا تُصلى وقت الزوال (عند دخول الظهر)، ولا في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.

يجوز أن تُصلَّى جماعة في المصلى أو في المسجد، وورد أن النبي ﷺ خرج إلى المصلى، وتُصلى ركعتين فقط، يجهر فيهما الإمام بالقراءة.

فوائد صلاة التطوع

  • محبة الله ورضوانه.

  • تكفير الذنوب.

  • رفع الدرجات.

  • سد نقص الفريضة.

  • راحة للنفس وطمأنينة للقلب.

  • سُنن تُبقي الإسلام حاضرًا في يوم المسلم كله.

في الختام، تعرفنا على أنواع صلاة التطوع، فاعلم أن نافلة قد تُصلح ما أفسد الدهر، فقد تتأخر عن فرض، أو تُضعف في خشوع، لكن نافلتك تُرمم، وتُكمِّل، وتُحببك إلى الله.

يا عبد الله، إن استطعت أن لا تمر بك ساعة إلا وقد صليت فيها لله شيئًا، فافعل، فإنك لا تدري أي سجدة تُرضيه عنك.

المصدر

1

زر الذهاب إلى الأعلى
Index

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock